يرجى له بها من الله تعالى الرحمة والرضا، من جملتها أنه غير أهل القيام بأمر المسلمين، وعدّد ما هو عليه / 284 / من أخذه المكوس والمظالم، ونحو ذلك. وأمر السلطان بعقوبته ومن معه ليعترفوا من هو القائم معهم بهذا الأمر من أمراء الدولة. واتّهم بيدمر نائب الشام، والظاهر بركة، فإنّ نائب القلعة بدمشق كان يكرهه، واطّلع على ما قصد من البرهان ومن معه فوجد سبيلا إلى الافتراء على بيدمر، وكان ذلك سببا القبض (?) عليه (?).
[688]- وفيه قدم مبشّروا الحاجّ وفيهم بطا الخاصكيّ، وأخبروا بأنّ المحمل لما وصل إلى مكة وخرج أميرها محمد بن أحمد بن عجلان إلى لقائه ونزل لتقبيل نعل حمل المحمل على العادة فوثب فداويّين (?) بخناجر معهما فقتلاه وقالا: «غريم السلطان»، فخرّ ميتا، وترك نهاره كذلك، ووقع خوف في الحاج. ثم لم ير إلاّ الخير والسلامة. وخلع على الشريف عنان وتسلّم مكة (?).
* * *
[689]- وفي هذه السنة مات الكاتب المجيد إسماعيل، المعروف بالزّمكحل (?).
وكان غاية في كتابة قلم الغبار، وكتب من المصاحف الجمالية ما شاء الله أن يكتب، وكان لا يطمس واوا ولا نحوها من الحروف، ويكتب آية الكرسي على أرزّة، وسورة الإخلاص ويقرأها كل أحد، ولم يخلّف مثله في ذلك.