وفي شعبان أنشأ جركس الخليليّ طاحونا في موكب عند بسطة المقياس دورة الماء، هرع الناس إلى رؤيتها. وقال فيها الشعراء أشياء كثيرة لكونها نادرة هذه البلاد لا سيما على هذه الهيئة (?).
وفيه نقل للأتابك برقوق أنّ جماعة من مماليك الأسياد ومن مماليكه في عزمهم الفتك به وقتله، وأنّ كبيرهم في ذلك أيتمش الخاصكي، وبلغه ذلك فقبض على أيتمش وعلى بطا الخاصكي، وسجنهم بالبرج، ثم قبض على جماعة، وهرب جماعة، وقبض على الأبغا العثماني ونفاه إلى طرابلس، وأعطى إرثه لأناس من أقاربه يقال له قجماس قدم من الجركس، فيقال إنه غرق منه عدّة، وخلا له الجوّ، / 262 / فأخذ في تدبير أن يتسلطن. حتى كان ما سنذكره (?).
وفي رمضان في أوله نفى جماعة من مماليك الأسياد الذين تقدّم ذكرهم إلى قوص، وكانوا نحوا من خمسين نفرا، وشفع الباقي، وشتّت محلّ الجميع بالنفي والغرق في النيل. وقرّب برقوق الجراكسة واشترى منهم جمعا وافرا، فقوي جدّا (?).
[630]- وفي سابع عشره مات الصاحب كريم الدين ابن الرويهب (?) عبد الكريم القبطيّ، المصريّ.
ولي الوزارة ستّ مرّات، وتنقّل في غيرها، واتّضع حاله بأخرة حتى مات فقيرا.