أخذه من بركة، فلم يقرّ. ثم أخرج في رابع عشرينه على حمار، وطيف به القاهرة ينادى عليه: «هذا جزاء من يقتل الأمراء بغير إذن»، وهو يقول: «ما قتلته إلاّ بإذن»، ويستغيث: «يا سيدي نهار هذا ما وعدتني به».

وكان الشيخ «نهار» فيما ذكره ابن (?) عرّام عنه أنه قال له إنه يموت مقتولا بالسيف، وكان سمّر بالمسامير (?) في كفّيه وذراعيه وقدميه، وصار ينشد:

لك قلبي تعلّه ... فدمي لم تحلّه

قال: إن كنت بالأمر (?) ... فلي الأمر كلّه

وهو يكرّر ذلك في مثل تلك الحالة.

ثم أحضر إلى تحت القلعة للتوسيط فبدره مماليك بركة بسيوفهم فقطّعوه قطعا، وحزّت رأسه وعلّقت على باب زويلة، فلا زالت أمّه تلقط ما عساها قدرت عليه من بدنه، وأخذت رأسه وغسّلته ودفنته بمدرسته جوار قنطرة أمير حسين.

وكان ابن (?) عرّام هذا إنسانا حسنا، له فضيلة، ويذاكر بعلوم. وصنّف تاريخا مفيدا مع معرفة وذكاء وفطنة ورياسة، وتقدّم في عدّة دول، سيوسا حازما، عنده نوادر، وله جرأة وإقدام. فيقال إنه قتل ظلما لأنه أمر بقتل بركة ثم أنكر عليه ذلك افتئاتا (?).

وهذه من نذالة الجراكسة فافهمها.

[وفاة جار الله النيسابوري]

[604]- وفي رابع عشره مات الشيخ الإمام، العلاّمة، جلال الدين محمد بن محمد بن محمد النيسابوريّ، الحنفيّ، المدعو بجار الله (?).

وكان عالما فاضلا ترقّى المناصب العليّة، وله معرفة بالعقول العلمية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015