في العامة: «عليكم ببركة، انهبوا داره»، فثاروا به وهجموا داره، ففرّ هاربا إلى جهة الصحراء، وأقام بها، وتأهّب لقتال برقوق، ثم تقاتلوا، وكانت بينه وبين أصحاب برقوق عدّة وقفات. ودام ذلك أياما.
وآل في يوم الخميس عاشره إلى قبض بركة وقيّد وحمل إلى سجن الإسكندرية هو وقراد مرداش وطائفة آخرين (?) من الأمراء (?).
وفي الحقيقة من هذا اليوم علت كلمة الجراكسة وزالت الدولة التركية الصمدية وانقرضت، / 248 / فإنهم تتبّعوا حتى أخذوا فقتّلوا وسجنوا ونفوا.
وقامت دولة الجراكسة وأمرها لم يتمّ، فإنها من أسوأ (?) دولة وشرّها، وعلى يديها كان زوال محاسن مملكة مصر وقواعد سلطنتها، وتغيّرت الأحوال وظهرت الأهوال. وبالله المستعان.
وفي ليلة ثالث عشره أخرج يلبغا الناصريّ مقيّدا إلى الإسكندرية (?). وكان ممّن قام مع بركة.
وفيه قدم البريد بسيف بيدمر الخوارزميّ نائب الشام. وكان برقوق لما وقع ما وقع بينه وبين بركة بادر فبعث إلى الشام بالقبض عليه إن تيسّر ذلك، وبعث بركة بأن يحترز على نفسه فإنه قائم، وإذا وقع أمر قدم عليه، فوقعت فتنة بدمشق آلت إلى القبض على بيدمر وسجنه بقلعة دمشق. وكان ذلك من سعد برقوق، فسرّ به في هذا اليوم (?).
وفي حادي عشره استقرّ أيتمش في الرأس نوبة عوضا عن بركة.
وقرّر علاّن الشعباني في إمرة سلاح.
وألطنبغا الجوباني في إمرة مجلس.
وصيّر جركس الخليلي أمير أخور من المقدّمين.