وفيه كادت أن تكون فتنة كبيرة، / 247 / وأغلقت أسواق القاهرة وتعطّلت أحوالهم في تاسع عشره لوحشة وقعت بين برقوق وبركة، وألبس بركة مماليكه آلة الحرب والسلاح ليلة كاملة وكذا الأمراء، حتى تلطّف به برقوق بأن طلب القضاة والشيخ العلاّمة أكمل الدين الحنفي والمشايخ وقرّبهم بأن يدخلوا بينه وبين بركة بالصلح، وكان ذلك مكيدة منه ودهاء، فلا زالوا يتردّدون بينهما حتى قرّروا الصلح، ووقع الصفاء ظاهرا، وحلف كلّ لصاحبه بما أحبّه. وكان بركة حتى أخذ حذره من أيتمش وهو على قصد إزالته، وأحسّ أيتمش بذلك ولجأ إلى برقوق، وكان عنده فبعث به برقوق إليه فلم يجد بدّا من الإغضاء، فخلع عليه وأعاده لبرقوق والقلوب فيها ما فيها. ونودي بالأمان. فسكن انزعاج الناس شيئا (?).
وفيه خلع على القضاة وعلى الشيخ أكمل الدين ما عدا القاضي المالكي لأجل سعيهم في الصلح. والتزم بركة بأنه لا يتكلّم في شيء من أمور المملكة، وأن ينفرد برقوق بالتكلّم (?).
وفي ربيع الأول خلع على العلم البساطي باستمراره على قضاء المالكية، وكان قد أرجف بصرفه عنها لا سيما وما ألبس خلعة في يوم صلح برقوق وبركة، فوعد بمال حتى خلع عليه (?). ولله الأمر.
وفي سابعه كانت فتنة القبض على بركة، والكلام فيها طويل، محصّله أنّ بركة كان في قلبه من أيتمش أشياء، وهو مستند إلى برقوق، وتوحّش بسبب ذلك ما بين برقوق وبركة حتى بلغ برقوق بعد الصلح أنّ بركة في قصده الفتك به في يوم الجمعة حادي عشره، فبادره قبل ذلك بأن عمل مهمّا لمولود ولد له حضره الأمراء الأكابر وما حضره بركة بل بعضا (?) من خواصّه من الأمراء، فقبض عليهم برقوق وأعلن بالركوب، ونادى