هذه الدول القريبة بعد الثمان ماية (?). ولله الأمر.
وفي هذا الشهر جرّت عين الأزرق وعين ابن (?) رخم من عرفة إلى البركتين خارج باب المعلاّة (?) بمكة، واستجدّت ميضأة عند باب بني شيبة وربع من حوانيت، وأصلحت بئر زمزم والحجر وسطح الكعبة والميزاب. كل ذلك بواسطة الأمير بركة (?).
وفيه حضر جماعة ما بين رجال ونساء كانوا قد أسلموا عن النصرانية فجاءوا مرتدّين (عن) (?) الإسلام - نعوذ الله من ذلك - وقالوا: نريد أن تطهّرونا بسفك دمائنا على ما وقع منّا متقرّبين عن ذلك إلى السيّد المسيح. فوعظهم القاضي المالكي، فما قبلوا وصمّموا على ما هم عليه، فحكم بسفك دمائهم وضربت أعناق الرجال تحت شبّاك الصالحية، والنساء بالرميلة تحت القلعة، وشنّع الناس على القاضي المالكيّ كونه ضرب أعناق النساء وأنكر عليه ذلك (?).
وفيه أيضا قدم راهب من النصارى وأفحش في قدحه في الإسلام، وأصرّ على ذلك، فضرب عنقه.
واتّفق أن كان ثلاثة من النساء النصارى تعشّقوا (?) هذا الراهب وأفرطن في عشقه، فلما رأينه فعل به ذلك رفعن أصواتهنّ بالولولة بألسنتهنّ فرحا بما صاروا (?) إليه هذا الراهب، وأخذن يقدحن في الإسلام مثله، فضرب الحاجب رقابهنّ بالرميلة. وضرب رقبة شخص آخر رفيق الراهب بعده بعد ذلك (?).
وفيه جاء إنسان جنديّ على فرس للقاضي المالكيّ وقال له: طهّرني بالسيف فإنّي