وكان عارفا بالفقه والتّفسير وعلم الحرف، منجمعا عن الناس.
وفيه، نصفه، قبض على رجل من آحاد الناس فقيرا (?)، وهو يدّعي أنه النبيّ الأمين، وأنه جاء ليقرّر شرع محمد صلى الله عليه وسلم، وأنه ينزل عليه قرآن مع جبريل وميكائيل وإسرافيل، ويذكر أسماء ملائكة أيضا، ويذكر أنّ الترك سيحكمه عليها ويكون سلطانا. فشهد رؤساء الطب بأنه مجنون، فجعل عند المجانين بالمارستان مدّة. ثم أطلقه بركة وضربه حتى رجع عن قوله.
وذكر بعضهم عنه أنه كان يتلو عنه من قرآنه لنفسه (?).
وفي ذي قعدة قصد الأمير بركة الاستيلاء على تركة إنسان يقال له ابن الأنصاري قاضي دمنهور، وآخر يقال له محمد بن سلام التاجر، وكان مالا عريضا، فركب قاضي القضاة البرهان بن جماعة إلى برقوق ووعظه، ولا زال به حتى رجع عن ذلك (?).
[596]- وفي أوائله مات الشيخ الصالح الشرف الصرخديّ (?)، محمود بن أحمد بن صالح، نزيل دمشق.
وكان عالما خاشعا، ناسكا، عابدا. ويشبّه بعض العلماء طريقته بطريقة النوويّ.
وفي ذي حجّة ولايات البرّ من الوجه البحري والقبلي والكشوفات قد زاد الحال في أمرها من كثرة عزل وأخذ، وولاته آخر بالمال حتى فسد الحال جدّا.
وكان هذا أيضا من حوادث الدولة الجركسية، وكان سببا لفساد إقليم مصر وخراب بلادها في الحقيقة، وانسحب ذلك إلى أن كان منه أمرا فاحشا (?)، لا سيما / 245 / في