وقدم أقبغا عبد الله طائعا فقرّر في نيابة غزّة (?).
وفيه أمر برقوق للقاضي الحنفي يولّي إنسان (?) من نوّابه يقال له زين الدين السكندري، وكان رجلا قد احتمى به خوفا على نفسه من بطش مأمور حاجب الحجّاب في أمر ما، وطلب هذا الرجل النظر في حاله بالطريق الشرعي، فغضب مأمور من ذلك وشكاه لبرقوق، وطلب المحتمى وضربه بالمقارع وشهّره، والمنادي ينادي عليه. / 242 / وكان هذا أول حدوث كسر حرمة الشرع في دولة الجركس، وكان من أفظع الحوادث التي ما عهدت، واتّضع بها جانب منصب الشرع وطمع الترك الظلمة في القضاة، وانبسطت أيدي حكّام السياسة في الأحكام بما تهوى أنفسهم، والله حسبهم (?).
وفي رجب كانت كائنة كلام الحائط، وهي كائنة غريبة فظيعة، كان الناس بمصر افتتنوا بها وبقي لهم عند ذلك المكان اجتماع عظيم وقال وقيل، وكان من تقدّم منهم إلى الحائط وسأله عمّا يشاء أجابه بما أحبّ أو كره، وكادت تكون هذه من غرائب العجائب أو كانت. وهدم الحائط بسببها ثم عاد الكلام من حائط إلى جانبها حتى انكشف أن ذلك حيلة، وقبض برقوق وسمّرهم على جمال وطيف بهم القاهرة، وكان لهم يوما مشهودا (?). وكان تسمير امرأة على هذا أول ما حدث، ولم يسمع به قطّ. وهي من حوادث دولة الجراكسة (?).
وفي شعبان كائنة إينال اليوسفي أمير سلاح، وكان قد بلغه أنّ برقوق وبركة في