ثم نادى بأنّ أحدا من الفقراء لا يسأل، ومن سأل شنق، وغير ذلك، فامتنعوا من التطواف لسؤآل الناس، وأوقرهم الأغنياء، صار كلّ بسمح لهم بما هو في قدر همّته، وحصل بذلك رفق عظيم، وبطلت الشناعات التي كانت بين الناس بموت الفقراء من الجوع وفشي الوباء في هذه الأيام (?).
وفي رمضان تزايد مرض الناس وموتهم، وفقدت الأقوات، واشتدّ الأمر، وبلغ عدّة من يرد اسمه ديوان الحشر زيادة على خمسماية والطرحاء كذلك. وقام الأمير محمد بن آقبغا آص، والأمير سودون الشيخوني في مواراة الطرحاء، وتبعهما جماعة، وصار من يحضر بميّت من الطرحاء يعطى درهما، فصار الناس يأتون بالأموات أفواجا أفواجا وهم يقومون بمواراتهم على أحسن ما يكون بعد أن شاهد الناس الكلاب وهي تأكل الموتى من الآدميّين الطرحاء (?).
[491]- وفي ثالثه مات القفصيّ (?)، المالكي، عبد الله بن عبد الرحمن.
وكان فقيها مشهورا بالعلم، منصوبا للإفتاء.
[492]- ومات المحدّث / 209 / الفاضل، محمد بن محمود بن إسحاق بن أحمد بن عبد الله الحلبيّ (?)، المقدسيّ.
سمع من ابن الخبّاز (?)، وابن (?) الحمويّ، وغيرهما، ولازم الصلاح العلائيّ، وغيره. وقدم دمشق، ولازم الحافظ ابن (?) رافع، وبرع في الفنّ. وجمع «تاريخ بيت المقدس».