سمع من الحجّار، والدّبوسي، وغيرهما. واشتغل حتى برع ومهر لا سيما في العربية، وأخذها عن أبي حيّان ولازمه كثيرا، وشهر وذكر، / 208 / وأفتى، ودرّس، وولي تدريس الحنفية بجامع [ابن] (?) طولون، وقضاء العسكر.
وكان عالما متبحّرا، فاضلا، ناظما، ناثرا، حسن النّظم، قويّ البادرة، دمث الأخلاق، راسخا، كبير الاستحضار.
وصنّف عدّة تصانيف جليلة، منها: «شرح المشارق» في ستّ مجلّدات، أجاد فيه جدّا، وله «شرح الألفيّة» في مجلّدين، و «المباني في المعاني»، و «التذكرة النحوية»، وله «استدراك على المغني» لابن هشام استفتحه بخطبة أولها: «الحمد لله الذي لا مغني سواه»، وله غير ذلك من المصنّفات وكتابات كثيرة على سواهم (?) من كتب جليلة وحوار (?) نحويّة متفرّقة.
ومن شعره:
لا تفخرنّ بما أوتيت من نعم ... على سواك وخف من كسر حيّار (?)
فأنت في الأصل فخار منبته (?) ... ما أسرع الكسر في الدّنيا لفخّار
وفي رابع عشرينه لما أخذ الفقراء الجهد من الموت بالجوع انتدب منجك النائب، وجمع الفقراء والمساكين وفرّقهم على الأمراء كبارا وصغارا على عدد مماليكهم، فبعث إلى كلّ مقدّم ألف بماية فقير، وقس على هذا بقيّة الأمراء. وبعث إلى المباشرين كلّ على حسب شأنه، وكذا إلى تجّار الكارم وغيرهم من التجار وأرباب الأموال ليقروهم ويعينوهم بمقدار ما يسدّ رمقهم.