وعادت الحرب كما كانت، وركب الأجناد والأمراء، وصاروا لما يروا أسندمر وابن (1) قوصون إلى جانبه انضمّوا إليهما ظنّا منهم بأنه سلطاني. وأمر السلطان بضرب النقّارات، ونزل إلى الإصطبل بآلة الحرب، فاجتمع إليه الأمراء والمماليك السلطانية والعامّة. وبعث إلى أسندمر وابن (?) قوصون ليحضرا إليه، فصرّحا بالخروج عليه وأنهما يريدان نزعه وإقامة غيره في الملك ليحرّر الفتنة، فبعث إليهما ثانيا، فأظهر (?) الإجابة، وأراد الفتك بالسلطان، فبادر بإشهار النداء للعامّة، وأن يرجموهما ومن معهما، فأخذهما الرجم ومن معهما، واقتحم السلطانية أسندمر وابن قوصون ومن معهما، ورموا عليهم بالنّشّاب، فلم يكن غير ساعة حتى انكسر أسندمر وابن قوصون، وقتل جماعة من الأجلاب، وأخذ العامّة منهم جماعات شيئا فشيئا، وأحضروهم على وجه غير مرضيّ، ثم أخذ خليل بن قوصون، ثم أسندمر، ثم آخرين (?) من اليلبغاوية وقيّدوا وحملوا إلى الإسكندرية (?).
[336]- ومات فيه من الأمراء الألوف قنق (?).
ونودي بالأمان والزينة، وحصل عند الناس السرور بزوال دولة الأجلاب (?).
وفيه قرّر آقبغا عبد الله دوادارا كبيرا على إمرة طبلخاناة.
وفيه قرّر في الأتابكية يلبغا آص المنصوري شريكا لملكتمر المحمدي.
ثم بلغ السلطان، عنهما ما وغر صدره، فقبض عليهما وبعث بهما إلى الإسكندرية فسجنا بها (?).