وكان من شيوخ الحنابلة وعلمائهم، وهو (?) عمّ الصلاح / 81 أ / محمد بن الأعمى الحنبلي شيخ البرقوقية، وسيأتي في محلّه.

[ربيع الآخر]

[الحرب بين المماليك والأتابك يلبغا]

وفي ربيع الآخر كانت كائنة قتل يلبغا من مماليكه، وذلك أنه لما اتفقوا وتحالفوا ركبوا ليلا، وكانت ليلة الأربعاء خامس ربيع هذا، وكبسوا مخيّم أستاذهم وأحاطوا به ليأخذوه، فسبقه بعض خواصّه منهم فعرّفه بالأمر، فبادر إلى الفرار، وفرّ على فرس له إلى بولاق التكرور حيث السلطان، وبعث ليلا إلى طيبغا الحاجب وهو بجزيرة أروى لأجل عرض الجند وهم في مشقّة من جهته، فوافاه القاصد بكرة يوم الأربعاء، وهو قد جلس للعرض، فأعلمه بالحال، فقام من وقته وأبطل العرض، وجمع الجند، وسار إلى الجزيرة، وجمع المراكب.

وتقدّم أنّ الأسعدي أخذ من برّ الجيزة غير السلطان ويلبغا ومن معهما، وارتجّت القاهرة وغلّقت أبواب القلعة، ولبس المماليك بها، وعدّى يلبغا وطلب القلعة فمنع منها إلاّ أن يجيء السلطان، والسلطان بذاك البرّ وقد انحاز إليه مماليك يلبغا، وذكروا له ما هم فيه من أستاذهم، وطلبوا منه أن ينصرهم عليه (?)، فوعدهم بجميل وقوّى عزائمهم، فحلفوا له، وأركب، وساروا به إلى بولاق التكرور.

سلطنة الملك المنصور (?)

وجاء يلبغا إلى جزيرة أروى وأحضر الخليفة، والأمير آنوك بن حسين بن محمد بن قلاون أخو (?) السلطان، وطلب من الخليفة مبايعته، فامتنع قليلا، ثم أجابه، فأقامه في الملك، ولقّبه بالملك المنصور، وأركب بشعار السلطنة بالجزيرة، وانحازت المراكب إلى جهة السلطان، ووقع القتال بينه وبين يلبغا، ودخل الليل، ثم أصبح السلطان مهتمّ (?) على قتالهم.

وجلس آنوك في بكرة يوم الخميس وبين يديه أرباب الدولة وعمل الخدمة قليلا، ثم ركب مع عساكر يلبغا إلى الحرب (?). هذا، وأحوال القاهرة قد تعطّلت والأسواق قد أغلقت، وخرج الناس للفرجة، وصاروا يكثروا (?) من قولهم: «سلطان الجزيرة ما يسوى شعيرة» يهز أون بآنوك، وأنّ أمره لا يتمّ. وتعصّب العامّة للسلطان، وعدّوا إليه بالسباحة / 81 ب / وصاحوا عنده: «السلطان منصور».

طور بواسطة نورين ميديا © 2015