وفيه كملت الشواني البحرية، وكانت ماية قطعة ما بين غربان، وطرايد. وقرّر أمرها، ورتّب ما يحتاج إليه من الرجال والآلات والأسلحة. وعيّن لكلّ أمير عدّة منها، وزيّنت بالأعلام اليلبغاويّة، وتهيّأت وبها المقاتلة. ولمّا تكمّلت في تقرير أمورها (?).
وفيه ركب السلطان وأتابكه وسائر أمراء الدولة وأعيانها لرؤيتها، وخرج الناس من أقطار القاهرة للتفرّج عليها بجزيرة أروى، وقد تحصّنت الخلائق. وركب السلطان الحرّاقة، وقدّمت الشواني، ولعبت رجالها بالآلات الحربية كما تفعل عند لقاء العدوّ، وضربت طبولها ونقّاراتها وزمورها والبوقات، وأطلقت النفوط، وكان أمرا مهولا في العظمة، ومنظرا جميلا حسنا لو تمّ ذلك، لكن ما أراد الله تعالى به (?).
ولما انقضى ذلك عدّى السلطان حتى نزل بمخيّمه من الجيزة، وسار الأتابك يلبغا إلى الصيد بجزيرة القط (?). وبينما هو في أهنا عيش، إذ كدّره عليه دهره كما هي عادة الدهر، فوقعت أمور ثار فيها مماليك يلبغا به واتفقوا على قتله لحقدهم عليه أمور (?) كان تسلّط بها عليهم، وكلّمه عدّة أمراء في حقّها فما زاده ذلك إلاّ حنقا عليهم، وخالف مماليكه لما بلغهم ذلك عنه (?). وكان ما سنذكره.
[316]- وفيه مات النجم عبد الجليل بن سالم بن عبد الرحمن الحنبلي، الأعمى (?).