حين سقوطها وهشّمت المنبر، ومات تحتها بواب الجامع وولده، وأصبح السلطان فبكّر بالخروج إلى الجامع حتى رأى القبّة، ثم اهتمّ الزمام في تنظيف ما سقط للشروع في إعادة قبّة أخرى، ثم جمع الصنّاع والنّجارين والعمّال، وأحضرت أخشابا كثيرة، وأخذوا في عمل قبّة. ثم انتهت في حدود السنة الآتية، وجاءت قبّة حسنة (?).
وفيه قرّر في نيابة سيس سيباي من بخت (?) خجا الخاصكيّ، أحد جلبان السلطان، عوضا عن قانصوه الجمالي (?)، بحكم وفاته (?).
وفيه انحطّ سعر الغلال، وبيع الإردبّ كل قدح بدون العشرة بعد الأربعين. وسعّر المحتسب الخبز الدقيق (?)، وتباشر / 370 ب / الناس بالرخاء (?).
وفيه سعي عند السلطان بالجمال يوسف بن أبي الفتح (?)، كاتب المماليك، وأنهي عنه أشياء، وأخذ منه تسعة آلاف دينار.
ثم جرت عليه أمور وأنكاد هي مسلسلة إلى الآن، وكذا على والده نائب جدّة حتى حصل عنده بواسطة ذلك سوء أفكار أدّاه ذلك إلى ما يشبه الماليخوليا أو الجنون، أو ذلك حقيقة (?).
وفيه قويت الإشاعات بثوران الجلبان وركوبهم على السلطان، وكثر القال والقيل في هذه الأيام، ونقل الكثير من الأمراء مقدّموا (?) الألوف وغيرهم، وكثير من أرباب الدولة وغيرهم أيضا أمتعة وأثاثا من منازلهم حتى نقل عن السلطان أنه هيّأ زادا وأشياء