أخر بالقلعة، وكثرت قلقلة الجلبان وتعنّتهم على السلطان وبلوغه عنهم الكلمات المنكية البشعة القبيحة، بحيث كان ذلك من النوادر (?).
وفيه خرج الأتابك أزبك إلى مقعد داره فجلس به، وكان موعوكا قبل ذلك أياما فتعافى من مرضه، وخلع على طبيبه، وتخلّق الكثير من جماعته بالزعفران (?).
وفيه وصل مبشّر الحاج وأخبر بالأمن والسلامة والرخاء بمكة المشرّفة (?).
وفيه، لما فشت الإشاعات بثوران فتنة صلّى السلطان الجمعة في ثامن عشرينه، ثم لما فرغ من الصلاة خفّف ثيابه وجلس على دكة من الحوش، وبعث إلى أغوات الأطباق وأعيان الجلبان فجمعهم بين يديه بالحوش وأخذ في مكالمتهم، وطال المجلس بينه وبينهم في ذلك بكلمات كثيرة فيها تقريعهم وتوبيخهم وصفة حنوّ وشفقة وتعطّف إلى غير ذلك. وآل الأمر بعد ذلك إلى صلح وسكون الحال شيئا (?).
ثم كان له جمعيّة ثانية بعد يومين أيضا بالحوش كالأولى جمع فيها غالب الجلبان، ووقع بينه وبينهم أشياء كثيرة نادرة غريبة، وكانت هي الآخرة (?)، وسكن الحال عقيبها بعد الأراجيف بأشياء، منها أنّ السلطان تهيّأ للفرار بنفسه (?).
وفيه شدّد الطلب على قاسم الوزير، وكان قد وكّل به، وجرت عليه / 371 أ / أمور قبل ذلك، فحمل ثلاثة آلاف دينار في هذا (?) الشهر، ووعد بحمل ما بقي عن قريب (?).
* * *
وفيها - أعني هذه السنة - مات عدّة من الفقراء المجاذيب، منهم:
[3448]- سيدي حسن البنهاويّ (?).