وكانوا قد ثاروا هذا اليوم مجتمعين قبل لبس لأمة الحرب، / 360 أ / وكلّموا آقبردي الدوادار في أن يكلّم (?) السلطان في عمل مصالحهم في مرتّب اللحم والعليق، وفي نفقة ينفقها عليهم. ووقع خبط كثير، وقال وقيل لشرور، ورجع للسلطان غير ما مرة وهو مصمّم على عدم إجابتهم إلى شيء مما سألوه، فبادروا إلى الإعلان بالفتنة والخروج عن الطّور، ولبسوا الدروع (?) وتسلّحوا وحضروا إلى الرملة أفواجا أفواجا، وكانت ضجّة هائلة ارتجّت لها القاهرة، وعظمت الفتنة. وحصل أشياء يطول الشرح في ذكر جزئياتها. وآلت في هذا اليوم إلى غير طائل (?).
وكان ما سنذكره في ذي حجّة.
وفيه أبيع الإردبّ القمح بألف وماية، وزاد سعر غيره من الحبوب أيضا، وأخذ الكثير من الناس في نقل الأمتعة والأثاث من ديارهم.
وبات (?) الجلبان مظهرين الشرّ (?).
وفي ذي حجّة، في مستهلّه كان الحرّ شديدا بحيث أشبه حرّ الصيف مع أن كيهك (?) دخل (?).
وفيه بطل موكب رأس الشهر والتهنئة به مع وجود السلطان بقلعته، وأصبح الجلبان فيه على ما أمسوا، وصعد الأتابك أزبك وبعضا (?) من الأمراء إلى القلعة في غلس هذا (?) اليوم لتدارك هذا الفارط، ثم جال الجلبان وهم بالأسلحة بخيولهم بسوق الخيل تحت القلعة. ووقع لهم أشياء غريبة نادرة وجزئيّات يطول الشرح في ذكرها، وفعلوا أفعالا عجيبة.