[208]- وفيه مات الطرسوسي (?) إبراهيم بن العماد علي بن أحمد بن عبد الواحد بن عبد المنعم بن عبد الصمد الحنفيّ، قاضي قضاة دمشق، عن أربعين سنة.
وكان عالما فاضلا، حسن السمت، جيّد الطريقة، مشكور السيرة. وله عدّة تصانيف في عدّة فنون، سيما في الفقه.
ومن أدبه وحشمته أنه لما ولي قضاء دمشق أجلس المالكيّ مترفّعا عليه لكبر سنّه، وصار يجلس هو إلى جانبه، إلى أن مات المالكيّ فجلس في مكانه، وعدّت من نوادره.
وله نظم حسن، وسماع من أبي نصر بن الشيرازي (?) والحجّار، وغيرهما. وشهد له أبو البقاء السبكي بأنه شيخ الحنفية بالشام، وبالغ في الثناء عليه هو وجماعة من أئمّة الشافعية.
ولما مات كانت له جنازة حافلة جدّا، وتقدّم في الصلاة عليه نائب دمشق وأمير علي المارداني.
[209]- وفي شوال مات أرغون الكاملي (?) نائب دمشق بعد أن تنقّل في عدّة ولايات جليلة، منها نيابة حلب ودمشق، ثم قبض عليه وسجن، ثم أطلق إلى القدس بطّالا.
وهو من مماليك الصالح إسماعيل، وحظي بعده عند الكامل شعبان. وكان يدعى بأرغون الصغير، فصار يدعى بالكاملي.
ومات ولم يكمل الثلاثين سنة.