فنهره المالكي وعزّره بالكلام وأحجم عن تعزّره بغير ذلك، ويقال إنه ضربه، ومع ذلك فلم يرعو، وساس (?) كما هو إلى جهة يشبك وهو بالحسينية، ورأى يشبك سوادا قاصده بأصوات مرتفعة وضجيج عظيم، فبهت لذلك، وظنّ أمر فظيع (?) وهو في غفلة عما هم فيه، وانكشف له الحال بعد ذلك عمّا ذكرناه. وبلغه كائنة القطب هذا مع المالكي فحنق من ذلك، وأراد أن يوقع بالقطب (هذا) (?) فعلا، فشفع فيه غيره (?).

وكانت كائنة غريبة نادرة بيّناها بطولها في تاريخنا «الروض الباسم» (?).

[خروج الأمراء لملاقاة السلطان]

وفيه خرج الأتابك والدوادار يشبك وجميع الأمراء وأرباب الدولة لملاقات (?) السلطان، وكان العزم أن يتوغّلوا إليه، فبعث نجّابا ينهى عن ذلك ويأمرهم بأن لا يتعدّوا إلى ملاقاته من قبّة المطرية، فنصبت الخيام منها إلى الريدانية في جمع وافر. وقد توجّه الأتابك والأمراء إلى (?) البركة، وتلاقوا بالسلطان، وساروا معه إلى جهة مخيّمه بالقبّة، وكان في موكب حافل جدا، حتى وصل لمخيمه (?) فنزل به ومدّت له الأسمطة الفاخرة والحافلة، فأكل، ثم دخل عليه قضاة القضاة والمشايخ وهنّوه (?) بقدومه، وبات بمخيّمته في ليلته تلك (?).

[دخول السلطان القاهرة]

وفيه، في يوم / 302 أ / الأحد رابع عشره أصبح متهيّا (?)، ودخل للقاهرة بعد أن زيّنت له زينة حافلة، وقعد الناس لرؤيته، وأوكب هو من القبّة والأتابك حامل القبّة والطير على رأسه أو حملها غيره لأمر ما، وسار قاصدا القلعة شاقّا للقاهرة من باب النصر حتى خرج من باب زويلة حتى نزل بالمقعد من الحوش، ومدّت له الأسمطة فأكل ثم خلع على من له عادة في مثل هذا (?) الحال، وتحوّل إلى الدكة فجلس عليها.

وحضر قاصد ابن (?) حسن الطويل فأكرمه، ثم قام إلى جهة الحريم، وقد فرشت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015