في محرم كانت القاهرة في غاية ما يكون من الأمن والرخاء والطمأنينة، مع كون السلطان غائبا والأمراء والجند الكل بها إلاّ بعضا يسيرا (?) مع السلطان (?).
واستهلّت ويشبك الدوادار في غاية الاجتهاد في أمر العمارة خارج الحسينية وهو واقف عليها بنفسه قاصدا تكملة الدهليز العظيم ليسير السلطان منه إلى القاهرة في حين قدومه من الحج (?).
وفيه وقع من غريب الحوادث الشنيعة البشعة النادرة بالقاهرة أنّ إنسانا يقال له السيد قطب الدين ركب في جماعة في يوم مستهلّه هذا الشهر، ونشر على رأسه ألوية وأعلاما ومعه عدّة وافرة من الأعاجم والقلندرية وغيرهم من السفلة والأوباش، وكان قد بعث إلى كثير من الزوايا بأن يركبوا بجموعهم لإقامة مأتم الحسين بن علي رضي الله عنهما، فهرع إليه جماعات واجتمعوا كلهم بالرملة تحت القلعة، وساروا على جهة الصليبة شاقين القاهرة وهم يصيحون وأصواتهم مرتفعة ساه (?) حسين وا حسين، / 301 ب / يكرّرون ذلك، وقد ارتفع ضجيجهم (?) وصار لهم أمرا مهولا (?)، وهرع الناس إليهم للفرجة عليهم، وبلغ ذلك القاضي المالكيّ، فبعث بعدّة من أعوانه ورسله أخذوا القطب هذا وأحضروه إلى عنده في آخرين معه وأنكر عليه، فأخذ يقول: إنّ الذي فعله عن أمر يشبك الدوادار،