وفيه سافر السلطان إلى الإسكندرية في بحر النيل ومعه الأتابك، ويشبك الدوادار، وجماعة من مقدّمين (?) الألوف، والطبلخانات، والعشرات، وكاتب السرّ / 297 أ / وغيره من المباشرين، وغيرهم. وسافر معه (?) الشهاب بن العيني، ومنصور بن الظاهر. وكان لسفر السلطان ببولاق يوما مشهودا، وأقعد الناس على الساحل لرؤيته ومراكبه سائرة (?).
[3109]- وفيه، بعد بعث السلطان، ماتت الخوند الكبرى الخاصكيّة، زوج الأشرف إينال، وأمّ المؤيّد (?) أحمد، زينب ابنة حسن بن خليل بن خاص بك.
وهي في عشر الثمانين.
وكانت من مشاهير الخوندات، ونالت في سلطنة زوجها من السعادة والعزّ والجاه ووفور الخدمة، ونفاد الكلمة والتدخل (?) في تدبير (?) المملكة ما لم ينله غيرها. وحضر ولدها جنازتها، وأخرجت حافلة جدا.
وفيه ورد الخبر (?) بأنّ السلطان دخل دسوق وزار سيدي إبراهيم الدسوقي ماشيا، ثم توجّه إلى رشيد بكشف البرج الذي أنشأه بها، ثم دخل الإسكندرية وكشف البرج المعظّم الذي أنشأه بالمنار، وأنه أنشأ به جامعا عظيما بخطبة، وأنه جاء برجا هائلا، بل معقلا حافلا بهيئة غريبة وصفة عجيبة، وأنّ دهليزه على قناطر عظيمة في البحر، تصل (?) إليه من الساحل السكندريّ، وأنه قرّر مصالحه وشحنه بالآلات والرجال والأسلحة. وكان جملة ما صرف على بناء (هذا) (?) البرج فقط زيادة على المائة ألف دينار، وأنّ السلطان وعد بأنه سيفرد له أوقافا. ووفى بعد ذلك بوعده، وأقام به بعد ذلك باشا من العشرات، وصارت باشيّته من الوظائف الجليلة، وهو من نوادر أبنية هذا السلطان، بل هو (في حدّ ذاته) (?) من نوادر أبنية هذا الزمان (?).