يعتذر إليه عما أشيع ويطيّب خاطره، وتردّد إليه رمضان مهتار الطشت خاناه رسولا من عند السلطان (غير ما مرة، وهو يسأله في صعوده إلى عند السلطان) (?) فأجاب بأنه يخشى من فتك الجلبان به، وبعث يسأل في الإذن بالتوجّه إلى الوجه القبلي حتى تسكن الحال. وثار جماعة من الجلبان من إنيات جانم المذكور، فيهم (?) الأشرار الفجّار، منهم: برد بك سكر، وآخر يقال له جكم، وغيرهما، وصاروا يصرّحون بأنّ يشبك سمّ جانم. وبلغ السلطان ذلك، فبعث إليهم يستميلهم.
ووقعت أمور مطوّلة، وزاد الكلام في هذه الحادثة ونقص، وآل الأمر أن حضر الأتابك أزبك إلى يشبك فترضّاه وصعد به إلى السلطان، فخلع عليه، ونزل إلى داره، وبعث السلطان إليه بجماعة من الجلبان يترضّوا خاطره، وخلع على بعض منهم. وآل الأمر إلى سكون الحال شيئا (?).
وعرفت هذه الحادثة بفتنة جانم. وأخرج فيها جماعة من الأمراء الإينالية، وغيرهم (?).
وفيه أنشأ يشبك الدوادار خمسة مراكب للسفر بالغلال والمتاجر إلى مكة ببحر الطور / 286 ب / وأنشأها بالصحراء بقرب تربته. ثم لما تكاملت أخشابا مركبة حملت إلى السويس (?) على الجمال، وركّبت هناك وأنزلت البحر (?).
وفيه وصل إلى القاهرة إينال الخسيف الأشرفيّ من جلبان السلطان أحد المقدّمي (?) الألوف بحلب مغاضبا لنائبها لكائنة اتفقت بينهما، فتغيّظ السلطان من إينال هذا. ثم آل الأمر إلى الصلح بينه وبين [نائب] (?) حلب (?).