يحضرون بالجامع للاستماع (?)، ويدعون عقيب القراءة للسلطان (?).
وفيه والقاهرة في زينتها أمطرت السماء مطرا غزيرا كاد أن يتلف منه الكثير من أقمشة المزين بها، فأزيل بعضا (?) منها، وبقي البعض (?).
وفيه كائنة برد بك حبس أحد الأمير اخورية، وكان من أخصّاء جانبك الفقيه، نقل عنه ليشبك الدوادار أنه لما بلغه مرض السلطان قال لجانبك الفقيه هو وآخر من الخشقدمية: إن مات / 285 ب / السلطان فلا تغفل عن الأمر، وأنت أحق من غيرك، وإنهما اتفقا معه على القيام معه إن وقع ذلك، وقيام الطائفة الخشقدمية ونحوا من هذه الكلمات، فوشى به إلى يشبك وطلبه وسأله عن ما نقل عنه، فأنكره وحلف يمينا أنه لم يصدر ذلك منه، فأحضر إنسانا أكذبه في وجهه، الله أعلم بصحّة ما أكذبه به، فأمر يشبك ببطحه وضرب بين يديه ضربا مبرحا أشرف منه على الهلاك، ثم أقامه وأحضر عمامة يهوديّ صفرا، فقال هذا كفر بمحلفه كاذبا، ثم (ألبس) (?) العمامة، وأمر بأن يخرج إلى دكة (?) رأس نوبة النقباء بعد أن سلّمه إليه في سلسلة بعنقه وقال له: أجلسه على الدكّة حتى يأتيك ما تعتمده (?) في أمره، ودام كذلك حتى شفع فيه فأمر بسجنه ثم نفاه إلى الواح، وبلغ ذلك جانبك فاضطرب، وما هان عليه ذلك ولا هذه الإشاعة عنه لكنه لم يبد ولا أعاد، ومن حينئذ كانت العداوة بينه وبين يشبك (?).
وفيه وصل هجّان من عند السلطان يخبر بوصوله إلى غزّة (?)، فأخذ الأتابك في الاهتمام بملاقات (?) السلطان هو ويشبك والأمراء وأرباب الدولة، ونودي بشوارع القاهرة بتهي (?) العسكر لملاقات (?) السلطان والخروج إليه بالشاش والقماش، وضربت دبادب البشائر بالقلعة وبأبواب الأمراء، وأخذ الكثير من الناس لا يصدّقون هذا ويقولون: إنّ السلطان مريض، وهذه أمور يودون بها ولم يكن كذلك، بل كان الأمر على جليّته.