والأوباش وقصدوا مسكن القاضي الشافعيّ، وصار لهم حركة زائدة و (اضطراب) (?)، وأخذوا في العياط ورفع أصواتهم (بقولهم) (?)، صوم يوم الشك في مذهبك حرام. يريدون الشافعيّ. ثم صار الناس لا كلام لهم سوى هذه الحادثة. ثم ثبت بالعدول في يومه، ونودي بمسكه، فما كفّ العوامّ عن الأكل، إن كفّوا إلا رغما على آنافهم (?).
وفيه كائنة تنم الضبع أحد العشرات وأخو (?) تنبك الجمالي أحد المقدّمين الألوف جرى بينه وبين السوهاجي القاضي مقاولة حنق عليه تنم مما خاشنه فيه من الكلام بسبب مكان أمر السوهاجي بهدمه في جملة ما يهدم / 285 أ / من الطرقات، فشكاه السوهاجي إلى يشبك الدوادار فطلب يشبك تنم هذا وأمر به فبطح وضرب بين يديه. وأعيب ذلك على يشبك، وشنّع الناس عليه، سيما الأمراء كونه ما احتشم، وضرب أميرا من أمراء السلطان (?).
وفيه وصل عدّة من خواص خاصكية السلطان من جلبانه والمتعيّن منهم برد بك سكّر وصحبته مكاتبات للأتابك أزبك ويشبك وبقية الأمراء، وللحريم السلطاني بأن السلطان في سلامة وعافية، فضربت بالبشائر بالقلعة. وكان القال والقيل قد كثر، وشاع بين الناس مرض السلطان بالبلاد الشامية أو موته. وكان هو قد تمرّض بالحمّى بحماه، وحمل منها في محفّة إلى دمشق وعولج بها حتى بريء، فبعث يخبر بسلامته.
وكان قد حصل بالقاهرة قال وقيل كثير يطول الكلام في جزئياته. فلما وصل برد بك هذا أظهر للناس (?)، لا سيما أهل القلعة والخدّام والحريم السلطاني غاية الفرح والسرور، وتخلقوا بالزعفران ونودي بزينة القاهرة، فأخذ من لا علم عنده بما وقع يقول:
إن حضور السلطان قريب (?).
وفيه قريء «البخاري» بجامع الأزهر، وصار القضاة ومن له عادة بحضوره بالقلعة