والغرباء وجزع الناس فيه لا سيما على (?) أولادهم وخدمهم (?).
وفي ذي قعدة كان الطاعون متزايدا فاشيا بالقاهرة وضواحيها، وبلغ عدّة من يرد اسمه ديوان الحشر نحوا من ستين نفسا خارجا عن الأطفال والعبيد والإماء فهم أضعاف ذلك.
ثم بعد أيام ظهر بقلعة الجبل وصار يموت من المماليك في كل يوم منه عشرة فما دونها، وعمّ ديار الأمراء، فما من دار إلاّ والموت في المماليك عمّال (?).
[3020]- وفيه هلك بطرك النصارى (?) اليعاقبة، ميخائيل المنفلوطيّ.
وكان مشكورا في بطركته، / 276 ب / محمود السيرة عند أهل ملّته، معظّما عندهم، موصوفا بالأمانة والعفّة والزهد والعبادة على قواعدهم.
وفيه زادت (عدّة) (?) الأموات في العشر الأول منه، وزادت عدّة من يصلّى عليه بمصلّى باب النصر على المائة، وقس على ذلك بقية المصلّيات، وهنّ (?) سبعة عشر مصلّى (?)، وفشا الطاعون ببولاق، وصار يجرف الناس جرفا. ورؤيت الجنائز كالقطارات، وربّما صفّت الجنائز عشرة في مرة واحدة، بل وربّما كانت أزيد من ذلك في الصلاة الواحدة، ونودي من قبل يشبك أنّ من كان عنده ميّت وعجز عن تكفينه وتجهيزه فليحمل إلى مغسله الذي أنشأه قريب المصنع، فحصل للناس بذلك رفق، وكذا فعل بمغسل زين الدين الأستادار ببولاق، وجهّز يشبك من ماله جمعا موفورا في هذا الوباء (?).