هو في أثناء ذلك إذ ورد عليه الخبر بأنّ الفرنج قد عاثوا بقرب الإسكندرية وأسروا تسعة من المسلمين، وأخذوا مراكبا (?) للتجار بما فيها من تجار وأموال من دمياط وغيرها، فطلب السلطان قجماس الإسحاقي أحد مقدّمي الألوف، وأمره بالخروج لوقته عساه يتلافى (?) ما وقع من الفرنج، فتجهّز وخرج مع أذان عصر يومه ذلك في مشهد حفل (?).
وفيه كائنة الشهاب القمني المالكيّ، أحد نواب الحكم قضى في كائنة وحكم فيها مع استيفاء شرائط الحكم، فقام من حكم وشكاه للسلطان وأدّعى (?) بأنه لا معرفة له بما حكم به عليه، ولا أذن للشهود بالشهادة ولا بالاستحكام ولا فهم ما كتب عنه، فأحضر الشهود إلى بين يدي السلطان وأراد البطش بهم حتى شفع فيهم. ثم بعث للقاضي يأمره بالرجوع عمّا حكم به، فامتنع من ذلك، فاستشاط السلطان وأمر بعقد مجلس في الحادثة، فعقد، وحضره قضاة، فتكلّم المالكيّ بأنّ هذا الحكم صحيح، فما التفت السلطان إلى ذلك، وصرّح بعزل القمنيّ، وضرب المحكوم لهم بالمقارع، وكلّم القاضي المالكي بكلمات فيها الجفاء. ولله الأمر (?).
وفيه وصل الحاج، ووصل معهم ولد صاحب مكة (?)، والقاضي ابن (?) ظهيرة، وولده الذي هو قاضي مكة الآن أبو السعود وأخوه (?)، وعدّة وافرة من جماعتهما. ولما صعدوا للسلطان خلع عليهم وأنس إليهم، وترك / 246 ب / دكّته وجلس على البساط حين قرأ القاضي الفاتحة ودعا له (?)، ثم أحضر رستم أمير الحاج العراقيّ، والقاضي ابن دحية (?)، فأمر بهما إلى سجن البرج، وتأخّر الحاج عن وقته المعتاد بثلاثة أيام بسبب مشقّة حصلت عليهم من قبل موت الجمال من قلّة المياه وأسباب أخر.
ووصل الخبر مع الحاج بأنّ خيربك الظاهري خشقدم حضر من مكة إلى بيت المقدس للإقامة به بشفاعة فيه عند السلطان.