وكان ساذجا، سليم الفطرة مع تليّن وسكون، وأدب، وحشمة، تنقّل في الولايات بعد أن تزوّج بابنة أستاذه الخوند شقراء ابنة الناصر فرج، وتأمّر عشرة، ثم صيّر من رؤس النوب، ثم تأمّر الطبلخاناة، ثم تقدّم، ثم ولي الأمير اخوارية الكبرى، ثم الثانية، ثم إمرة مجلس، ثم إمرة سلاح، ثم الأتابكية، وترشح للسلطنة غير ما مرة، بل وقام طائفة فأركبوه ولقّبوه بالناصر، ولم يتمّ له أمر، وأخرج إلى دمياط، ثم أحضر إلى القاهرة كما تقدّم ذلك.
وفيه نقلت الشمس إلى برج الحمل، وكانت القاهرة في أوحال كثيرة وأطيان (?) بسبب نزول أمطار دامت نحوا من عدّة أيام بحيث جرت منها السيول (?).
وفيه وصل الخبر من يشبك بأنه دخل حلب، وأنه في يوم دخوله وصل قاصد من عند حسن الطويل يطلب من بحلب من جماعة (?) في السجن، وأنه يطلق دولات باي النجميّ نائب ملطية في مقابلة ذلك، وأن يشبك ما مكّن قاصده من دخوله عليه ولا إليه (?).
[2920]- وفيه مات الزين بن الكويز (?)، عبد الرحمن بن داوود بن عبد الرحمن بن خليل الشوبكيّ الأصل، الكركي، القاهري، الأمير، القاضي، نائب الإسكندرية والأستادار.
وكان يدّعي العلم والمعرفة والفروسية والتقدّم في الإمرة، على أنه لم يكن خاليا من ذلك ومن أدب وحشمة ورياسة، وله نظم ونثر، ورأى أياما وعزّا ووجاهة وجاها وحرمة، وتنقّل في الولايات السّنية (?)، وحصل عليه الأنكاد أيضا.