واتفق من غرائب النوادر الذي كان عمل ليأكله الصالح، أحضر إلى حسن، والمأكل الذي كان عمل لحسن بحبسه أحضر إلى الصالح (?). وكانت من بدائع صنع الله تعالى في عباده.
ولقّب حسن هذا بالناصر أيضا على عادته الأولى وما غيّر لقبه.
[وفيه] وقع بمكة المشرّفة نادرة غريبة، وهي أنّ كوكب (?) في قدر القمر أكثر نورا من الهلال ظهر بعد العشاء الآخرة من قبل جبل أبي قبيس، ومرّ على الكعبة، فسمع من إنسان يمانيّ (?) هناك وهو يقول: «لا إله إلاّ الله القادر على كل شيء. هذا يدلّ أنّ رجلا يكون في شدّة يفرّج الله عنه / 54 أ / ورجلا يكون في فرج فيصير في شدّة، والله يدبّر الأمور بقدرته» (?).
واتفق أيضا أنّ الشيخ أبا طرطور، وكان معتقدا بمكة، كان جالسا يوما، وهو اليوم الذي أعيد فيه الناصر حسن، فقال: «لا إله إلا الله، اليوم جلس حسن في دست مملكته بمصر»، واتفق أن كان عنده سمع كلام القطب الهرماس، ولم يكن عنده سواه، فقام من فوره إلى أزدمر أمير الركب الرجبيّ، والشيخ عزّ الدين بن جماعة قاضي القضاة، وهما بالحرم فجلس إليهما ثم أظهر الإطراق بشخصه، ثم رفع رأسه وقال الكلام الذي سمعته من أبي طرطور، موهما بأنه كشف له هو، ثم قال: «ورّخوا ذلك»، فورّخه أزدمر، فقدم الخبر بعد ذلك بما اتفق بمصر. وكان هذا هو السبب في إرتباط عزّ الدين على الهرماس حتى أوصله إلى الناصر حسن. وبلغ ما بلغ ممّا سيأتي بعضا (?) منه في محلّه. وظنّ أزدمر أنّ ذلك من كشف الهرماس. وما كان إلاّ ممّا تلقّنه من الشيخ المذكور (?).
[وفيه] قرّر طاز في نيابة حلب، وخرج إليها من يومه بعد أن كانت له كائنة وحصل له لطف، لأنه كان غائبا على ما تقدّم. فلما بلغه الخبر قدم وثار بمماليكه، وآل أمره إلى