وكان مشغوفا بجمع المال وبالأبنية.
[وفيه] في يوم العيد هذا كان عزم السلطان القبض على شيخو، فلم يركب إلى صلاة العيد مع السلطان، لأنه كان قد بلغه بأنه دبّر السلطان هو وطاز الحيلة في قبضه. وأنّ السلطان قرّر مع كلتاي (?) وجنتمر أخو (?) طاز، وأمير عمر ما يفعلوه (?). وأمر بماية من الخيل فشدّت وأوثقت (?).
[و] أصبح شيخو في يوم الإثنين فأعاد الناصر حسن إلى السلطنة وعقدها له.
وكان من خبرها على جهة الاختصار أنه لما فطن شيخو بما أضمره له السلطان ولم يصعد إلى القلعة لصلاة العيد أخذ حذره، وبات في ليلة الإثنين ثانيه وهو آخذ فكره في هذا الأمر أصبح راكبا ومعه من الأمراء صرغتمش، وتقطاي، وساروا إلى تحت القلعة فأمروا بضرب الكوسات حربيّا، فركب جميع العسكر تحت القلعة بالسلاح، فما فطن السلطان إلاّ وتنكز بغا، وأسن بغا المحمودي قد حضروا (?) له وقبضا عليه، وسجناه مقيّدا. ثم صعد شيخو إلى القلعة والأطلاب معبّأة (?) تحتها، فاتفق رأيه مع الأمراء على خلع السلطان، فخلعوه.
وكانت مدّة سلطنته ثلاث سنين وثلاث (?) شهور، وثلاثة أيام (?). ثم اتفقوا ثانيا على إعادة حسن. وكان يبلغهم عنه حسن السيرة في أيام سجنه، وأنه كتب بيده مصحفا، وكتاب «دلائل النبوّة» للبيهقيّ، وأنه مشتغل بالطاعات والصلوات والإقبال على الاشتغال بالعلم، ومواظبة المطالعة، فطلبوه وأحضروا الخليفة والقضاة، وعقدوا له الملك، وهي ثانية. وأفيض على بدنه شعار السلطنة، وأركب فرس النوبة على العادة، ومشى الأمراء وأرباب الدولة ومن حضر بين يديه، وساروا به حتى أجلسوه على السرير، وقام الكلّ بين يديه، وحلفا (?) له الأمراء، وحلف لهم (?).