العادة وتأخّر شيخو بداره، وكان موعوكا، وكثر لهو السلطان ولعبه بسرياقوس، ووقع له بها أشياء نادرة غريبة، من جملتها أنه عمل في وسطه فوطة على هيئة الطبّاخ، ووقف في وليمة صنعها لأمّه الخوند قطلوبك، وطبخ فيها بيده، وبالغ في نحوه، وزاد شغفه بجنتمر أخي طاز، وجمع عليه جاعة من الجند وغيرهم من الأوباش وأهل الصنايع، وصار يعمل القزازة وغيرها على أنوال بيده، وأصرف مالا كثيرا في غير مستحقّه، وبلغ ذلك شيخو وصرغتمش وهما مبعدان عنه وهو معرض عنهما، فما سهل بهما ذلك، ثم ما كفاه ذلك حتى أشيع عنه بأنه في قصد القبض على شيخو، وأنه اتفق هو وطاز وجماعة على ذلك. وبلغ ذلك شيخو فأخذ في إعمال فكره وتوسعة الحيلة في أسباب خلع السلطان وإقامة غيره (?). ثم كان ما سنذكره.
[182]-، [وفيه] مات أيتمش الناصريّ (?)، الخازندار، نائب الشام، ثم طرابلس.
/ 53 أ / وكان عاقلا، أدوبا، حشما، عارفا، سيوسا، ذا حزم ورأي، وحسن تصرّف. تنقّل في الخدم في دولة الناصر محمد بن قلاون، ثم ولي الوزارة في دولة الصالح إسماعيل. ثم الحجوبية الكبرى، ثم نيابة الشام، ثم سجن بالإسكندرية، ثم أطلق إلى صفد بطّالا، وطلبه بيبغاروس للخروج معه، فتعلّل لضعفه، فأخذه معه في محفّة، ثم آل أمره أن ولّي طرابلس، وبها بغته الأجل.
[وفيه] عاد السلطان من سرياقوس وقد قرّر مع طاز القبض (على) (?) شيخو. وخرج طاز مسافرا إلى جهة البحيرة بعد ما وقع الاتفاق بالقبض على شيخو و (على) (?) صرغتمش أيضا، وأن يكون ذلك في يوم العيد حتى صعوده للصلاة مع السلطان (?).