الأفعال كلّها، وتمادى الحال بالعوامّ على ذلك حتى عجز الحكام عن ردّهم.
[وفيه] كان هدم كنيسة شبرا الخيام، وحرق إصبع الشهيد الذي يزعمون (?) النصارى أنه من الأمور العظيمة. وأنّ النيل لا يجري إلاّ إذا ألقي به ثم أخرج، فعارض صرغتمش في ذلك بعد أن استأذن السلطان فيه، وأعلمه أنّ في هذا الإصبع من الفتن والفساد ما لا يحصى، فأذن له بهدم الكنيس وحرق الإصبع، فركب هو والوالي وحاجب الحجّاب إلى ذلك، وكان يوما مشهودا، هدم فيه الكنيس عن آخره، ومن جملة أحجاره أنشأ شيخو جامعه، بل ومن جملة ذلك ما دخل به في عمارة خانقاته.
وأخذ الصندوق الذي فيه الإصبع وحمل إلى بين يدي السلطان وهو بالميدان فأضرم النار وأحرق الصندوق، فأخذ النصارى يشيعوا (?) بأنّ النيل لا يحصل منه الوفاء في هذا العام، فزاد زيادة خارجة عن الحدّ على ما سيعرف ما حصل من زيادته. وبطل الشهيد وما كان يحدث في يوم حمله لإلقائه بالنيل من المفاسد والاجتماعات ومنع الخمور والتظاهر بها بناحية شبرا. وكان يفعله المسلمون للنصارى ذلك اليوم من خروجهم إلى هناك، وصار في صحائف صرغتمش (?).
[وفيه] اقتضى رأي السلطان أن يقام الخدم في يومي الخميس والإثنين بالميدان على شاطىء النيل، وهو ميدان الناصرية، كما يقام بالإيوان من القلعة، ولم يسبق السلطان إلى هذا، وعدّ من النوادر.
وكان النيل قد كسر، ونزل السلطان إلى هذا الميدان، فأقام به، وصار العوامّ والغوغاء يتوجّهون إلى تلك النواحي، ويتسوّروا (?) حيطان الميدان للفرجة، وأخذوا في عادة سماجتهم في التكلّم بما لا يعنيهم، وصاروا في الليالي يسمعون السلطان والأمراء الكلمات المنكية، حتى حنقوا منهم، وثاروا بهم. وركب مماليك الأمراء والوالي، وقبض على جماعة منهم، وهجم على آخرين، وسجنوا إلى / 52 أ / أن شفع فيهم بمندوحة أنّ النصارى واليهود قد شمتوا بهم، فأفرج السلطان عنهم (?).
[وفيه] كان الرخاء موجودا بمكة المشرّفة، وكان الماء بها قليلا لانقطاع عين جوبان من الجريان، حتى أغاث الله تعالى عباده بالمطر هناك فنفعهم (?).