وكان السبب في ذلك قضية يطول الشرح في ذكرها قتل بسببها ملوك من الجلبان بجريرة (?) الصابوني من يد إنسان ناطور (بمكان) (?) هناك، ولما بلغ السلطان الكائنة من قتل المملوك مال مع مماليكه وانتدب والي الشرطة، فأمره بتحصيل القليل، وكان قد فرّ بل ومن حضر هناك إلى جهة الوجه القبلي، فقبض الوالي على ثلاثة أنفار لا دخل لهم في الكائنة أصلا وقبضهم بالجزيرة، وأحضرهم إلى السلطان، وحضر جماعة فشهدوا ببراءتهم وأنهم لم يكونوا مع من قتل ولا حضروا الكائنة أصلا، فضلا عن غير ذلك، فلم يلتفت السلطان إلى ذلك وأمر بتوسيطهم لإرضاء جلبان وما عليه من غضب الرب خالقه، نعوذ بالله من ذلك، ووسّطوا في الحال بعد أن زاد في تعذيبهم بقطع أيديهم فلا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم.
كذلك أخذ السلطان في إظهار ردع الجلبان وأن يردّوا ما نهبوا، فلم يردّ الربع ممّا نهب، وراحت على من راح (?).
وفيه سافر علي بن رمضان إلى بندر جدّة متكلّما عليه بعناية الشهاب أحمد بن العيني، والتزم بمال كبير (?).
وفيه وصل سيف جانبك نائب طرابلس (?).
وفي شعبان ركب السلطان من القلعة، ونزل سائرا إلى جهة مصر العتيق (?)، وقصد بذلك أن يطيّب خواطر أهل مصر إذا استفاقوا إليه مما حلّ بهم. وكان بعض الأمراء قد خوّفه من عاقبة دعائهم عليه، فلما وصل إلى مصر واجتاز بشوارعها وجدها قد زيّنت له، ولما رآه العامّة أخذوا في الدعاء له، ولم يذكروا ولا الواحد منهم ما كان وقع لهم حتى سقط في يد ذلك الأمراء المخوف للسلطان، ثم عاد السلطان فدخل في عوده إلى منزل ابن (?) العيني بدار جانبك نائب