وفي رجب نودي بالزينة لدوران المحمل، فزيّنت القاهرة وفشا أذى الجلبان في هذه الزينة، وأخذوا من حينئذ في النمردة وكثرة التمرّد حتى خرجوا عن الحدّ بعد ذلك كما سيأتي. ثم أدير المحمل فوقع فيه من التشاويش من الجلبان ومن الأذى ما لا يعبّر عنه (?).
وفيه خلع على قاصد حسن الطويل بسفره بعد أن جهّز إلى حسن من التحف والهدايا أشياء كثيرة طمعا في تسليمه قلعة كركر، سيما وقد قويت الإشاعة بمسير جهان شاه وابنه بير بضاغ (?) على بلاد حسن، وكان السلطان قد عيّن أربعة من الأمراء المقدّمين ليخرجوا إلى حلب يحفظوها من طارق عساه يطرقها (?).
[2614]-، [وفيه] (?) مات جانبك الحاجب (?) الناصري، نائب طرابلس.
وكان عاقلا، دربا، سيوسا، أدوبا، حشما، حسن العشرة، لا بأس به. تنقّل في الخدم من دوادارية خشداشه برسباي الناصري، حاجب دمشق أيضا، حتى قرّر في إمرة طبلخاناه بدمشق في كائنة إينال الجكمي لكونه قبض عليه. ثم تنقّل حتى ولي هجومية دمشق الكبرى وباشرها بحرمة، وأثرى. ثم ولي نيابة صفد، ثم حماه، ثم طرابلس، وبها بغته الأجل.
وقد جاوز السبعين.
وفيه كائنة نهب مصر العتيق (?) من جلبان السلطان. وكانت كائنة فظيعة ثار منهم جماعة، وتوجّهوا إلى مصر غائرين عليها بخيولهم ورجلهم، فنهبوا الكثير من حاراتها وحوانيتها / 165 ب / حتى خرجوا في ذلك عن الحدّ وأفحشوا.