المذكور بالقرب من دار معبّر الأحلام محمد بن محمد بن سليمان الأوزاعي الدمشقي، المعروف بالبابا (?). وكان والد المؤلّف «خليل» على علاقة طيبة مع الأمير سيف الدين حاج إينال اليشبكي (?)، وبينهما صحبة ومحبّة أكيدة، وكان النائب يحبّه جدّا ويعظّمه (?)، وهو الذي سعى بتولية «شاذ بك الصارمي» في إمرة عشرين وحجوبية حجّاب طرابلس (?). وكان كثير التودّد إليه أثناء إقامته بطرابلس. كما كانت لوالده صحبة ومحبّة أكيدة مع «تمراز الإينالي الأشرف» أمير طبلخاناه بطرابلس (?). وعندما تولّى نيابة السلطنة الأمير «إياس المحمدي الناصري الطويل» في سنة 863 هـ‍ (?). نشأت صداقة بينه وبين «خليل» والد المؤلّف، فكان يجتمع به ويتحاور معه في بعض الأمور (?). وقد أقام المؤلّف مع أبيه بطرابلس نيّفا وستة أعوام، تلقّى العلوم في أثنائها على الشيوخ الطرابلسيّين، وعلى من كان ينزل بها من شيوخ دمشق وغيرها، فضلا عمّا يأخذه ويسمعه من والده، وممّا سمعه منه، عن شيخ أبيه أحمد بن محمد بن عبد الله بن سعد بن مفلح بن أبي بكر القيسي القدسي، الديريّ (المتوفّى 867 هـ‍). الأبيات التالية:

هي الدنيا الدنيّة فاحذروها ... فليس لها على أحد ثبات

وبأوّلها وأوسطها انقلاب ... على كدر وآخرها شتات

وغايتها المما (. . . .) بهذا ... إذا لم يكن إلاّ الممات

ولكن (بعدها) أشياء تذهل ... لغد عن البنين الأمّهات

فويل عند ذلك أي؟ ... لعاص أو بغتة السيئات

ويا فوز العبد بالحشر ... عن النار المسعرة النجاة (?)

ومن شيوخه بطرابلس عالمها وخطيبها ومدرّسها تاج الدين عبد الوهاب بن محمد بن زهرة الحبراضيّ الأصل، الطرابلسيّ، وكان ولد بها سنة 806 هـ‍، ونشأ فيها، وأقام متصدّرا للتدريس في جامعها المنصوريّ الكبير، والإفتاء، والخطابة، ذكره المؤلّف - رحمه الله - في كتابه «الروض الباسم» فقال: «الشيخ تاج الدين عبد الوهاب بن زهرة، فقيه طرابلس الآن ومفتيها وخطيبها وابن خطيبها، وهو ممن أخذت عنه بل وقرأت عليه،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015