أما المؤلّف فهو أبو المكارم، زين الدين، عبد الباسط بن خليل بن شاهين الظاهري، الحنفي، وقد ولد بمدينة ملطية في ليلة الأحد حادي عشر رجب من سنة 844 هـ. حين كان أبوه نائبها. وأمّه أمّ ولد سريّة اسمها «شكرباي» تزوّج بها والده بعد عتقها، وكانت - حسب قوله - من خيار نساء عصرنا دينا وخيرا - ماتت بدمشق في نفاسها سنة 852 وله من العمر 8 سنين، ومات ولدها الذي وضعته بعدها بأيام (?).
وكان له أخ من أبيه يدعى «يوسف بن خليل»، مات في سنة 848 هـ. وهو صغير حيث ولد في سنة 843 هـ وأمّه أمّ ولد أرضعته معه، وكان يحبّها، ولهذا كانت أكثر إقامتها عنده لمحبّته لها، ولتقديره لمقامها إذ كانت عنده بمقام والدته، وهي عتيقة والده، وكانت خيّرة، ديّنة، كثيرة الصيام والقيام وكثرة الذكر والأوراد، وهي ممن تنتمي لوالدته وبينهما محبّة أكيدة (?).
وفي سنة 859 هـ. انتقل مع أبيه إلى طرابلس، حيث أعطي أبوه إمرة عشرين بها، وتفرّغ للتأليف والتدريس والمطالعة، وفي أول نزولهما طرابلس نزل والده في دار عيسى التاجر الطرابلسي، أحد التجار المياسير بها، وبقي بها مدّة (?). ثم قام بعمارة أمكنة فوق الجبل المطلّ على محلّة العويراتية بأطراف المدينة (?)، وسكن في دار تحت الجبل