من المشايخ، والدوادار الكبير بسبب أهل الذمّة، وأحضرت عهودهم المكتتبة قديما، فوجد بعضها، وأنّ أحدا منهم لا يباشر في ديوان أحد من الأعيان / 157 أ / بقلم الديونة، وأشياء أخر، من جملتها. وأن لا يتعمّم على رأسه بأكثر من عشرة أذرع، ووقع في هذا المجلس كلام كبير، وألزموا بما في العهود. وحكم الشافعيّ بذلك ونفد رفقته فيما عدا الطبّ والصرف بشروطهما، فساء ذلك أهل الذمّة، وأنف عنه جمعا (?) منهم، وأسلم جماعة بسبب ذلك، وداموا على مباشرتهم.

ثم بعد شهور عاد الأمر لما كان عليه، فما اكترث به السلطان ولا اهتمّ له أصلا (?).

[القبض على الزين الأستادار]

وفيه قبض على الزين الأستادار ووكّل به بالقلعة على مال طلب منه (?).

[وفاة السلطان الملك العزيز يوسف]

[2580]- وفيه مات السلطان الملك العزيز (?)، أبو المحاسن يوسف الدقماقي، الجركسي (?)، الحنفيّ.

وكان قد فضل في مدّة سجنه بالإسكندرية، ونظر في فنون العلم، وتعانى الأدب، وحفظ الكثير من الشعر، وحصّل الكمالات النفسانية من أدب وحشمة وعلم وحلم وفضل، وجودة قريحة، وحسن سمت، وعقل تامّ، ورئاسة كاملة وأثالة، ونجابة، وكرم نفس، وسخاء زائد، وكبر مروءة، وعلوّ همّة، إلى غير ذلك من محاسنه الجمّة.

ولي السلطنة بعد أبيه بعهد منه في ثالث عشر الحجّة سنة أحد (?) وأربعين وثمانماية، وله نحوا (?) من خمس عشرة سنة، وقام الأتابك جقمق بتدبير الملك وصار نظامه حتى ثار وخلع من الملك، وتسلطن جقمق عوضه، وحمل هو إلى سجن الإسكندرية بعد أمور ذكرناها فيما تقدّم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015