سليمان بن أحمد بن الحسن بن أبي بكر، أبو القاسم، العبّاسي، المصريّ.

وكان ولي الخلافة في سنة 42، وكان مع أبيه بقوص لما أخرج إليها في أواخر دولة الناصر محمد بن قلاون، على ما هو مشهور في محلّه من التواريخ. فلما مات والده، وهو المستكفي بالله ابن الحاكم بالله، عهد إليه بالخلافة، فلم يمض الناصر عهده، وعدل عنه إلى ابن عمّه أخي المستكفي إبراهيم.

فلما ولي الأشرف كجك استدعى قوصون أبا القاسم هذا، وقرّره في الخلافة في السنة التي ذكرناها. وتلقّب أولا بالمستنصر، ثم عدل عن ذلك إلى لقب جدّه أحمد القبّي (?) أول خلفاء بني العباس بمصر.

وذكر بعض المؤرّخين أنّ الحاكم هذا عاد للخلافة في سنة إحدى وأربعين وسبع ماية بقيام طاجار الدوادار في ذلك.

وكان السبب في ذلك أنه لما أريد سلطنة المنصور أبو (?) بكر بن الناصر محمد طعن الطاعن في خلافة إبراهيم، وأنّ التقليد منه فيه ما فيه.

وذكروا أنّ الناصر إنّما عدل عن أحمد هذا لشيء كان في نفسه من ابنه المستكفي، وأنه لما حضرته الوفاة أوصى الأمراء بردّ الأمر إلى وليّ غير المستكفي، فإنه كان / 41 ب / قد عهد إليه بالخلافة. ولما مات بقوص كما ذكرناه. وأنه لما تسلطن أبو بكر عقد مجلسا وطلب إبراهيم وأحمد هذا، فقال السلطان للقضاة: «من يستحقّ الخلافة شرعا؟». فأجاب ابن جماعة بأنّ المستكفي قد عهد بالخلافة لولده أحمد من بعده، وأن ذلك ثبت عندي. فخلع السلطان حينئذ إبراهيم، وبايع أحمد هذا، ثم قلّده السلطنة.

وذكر الزين العراقيّ أنه سمع الحديث على بعض المتأخّرين، وحدّث.

وكان موته مطعونا في هذه السنة، لعلّه في هذا الشهر، فإنّ ذلك ما حرّرته تماما.

وكان قد عهد بالخلافة لأخيه أبو (?) بكر في وصيّته. وكانت مدّة خلافته (?) الحاكم هذا نحوا من اثنتي عشرة سنة.

[خلافة المعتضد]

أمير المؤمنين، أبو الفتح، أبو بكر بن المستكفي، في جماد هذا، بعد موت الحاكم، على ما عرفته.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015