طلب السلطان أبو (?) بكر هذا وبايعه بالخلافة عوضا عن أخيه الحاكم المذكور، وكان قد عهد إليه بها. ولما بويع بها لقّب بالمعتضد بالله، وأفيض عليه شعار الخلافة، ونزل في موكب حفل، بعد أن أركب الفرس للسلطان بالسرج الذهب والكنبوش الزركش (?).

[كسر النيل]

وفيه - في ثالث عشر مسرى - كان الكسر للنيل عن الوفاء، ونودي عليه بزيادة عشر (?) أصابع من سبعة عشر ذراعا، ثم انتهت زيادته إلى ثمانية عشر ذراعا وتسعة عشر إصبعا. وكان قد توقّف في أول الزيادة، ثم زاد زيادة حسنة في كل يوم ما بين أربعين وثلاثين وعشرين، إلى أن كان الوفاء.

وكان قاعه في هذه السنة ثلاثة أذرع وثلث، واحترق احتراقا شديدا قبل ذلك (?).

[رجب]

[عودة صاحب اليمن إلى ملكه]

وفي رجب وصل الخبر من الملك المجاهد صاحب اليمن بأنه وصل إلى بلاده، وعاد إلى ملكه، وأنه جهّز تقدمة، وأوفا (?) التجّار ما كان اقترضه من الأموال (?).

[اختفاء منجك]

وفيه فقد الأمير منجك من موضع هو به، فتطلّب في عدّة أماكن، وكبست عليه مواضع. وركب صرغتمش لذلك مع جماعة من الأمراء، فخفي عنهم أمره، ونودي عليه بالقاهرة، وهدّد من أخفاه، وبعث جماعة لأخذ الطرقات عليه. وكتب إلى النوّاب وإلى الأعمال بتحصيله.

وكان من خبر فراره أنه قدم مكاتبة أرغون الكاملي نائب الشام بأنه قبض على قاصد منجك بمكاتبة إلى أخيه بيبغاروس نائب حلب بتحسين الحركة والقيام، وأنه اتفق مع ساير الأمراء، وما بقي إلاّ أن يركب ويتحرّك. فاقتضى رأي السلطان التأنّي في أمر المكاتبة إلى طلوع الأمراء والنائب إلى القلعة. / 42 أ / ثم قرأ الكتاب بحضورهم، ويقبض على منجك. فكأنه أحسّ ذلك، فلما صعد الجماعة لم يصعد منجك معهم، فتطلّب، فلم يوجد. وذكر أتباعه أنه لم يعرفوا حاله من عشاء الآخرة (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015