وفيه خرج الأمر بإطلاق تنم وقانباي الجركسي من سجن الإسكندرية، وأذن لهما بالتوجّه إلى ثغر دمياط (?).
[2530]- وفيه مات يونس الأقبائيّ (?) / 140 أ / الدوادار، الكبير، وكان مريضا في هذه الكائنة وما حضرها.
وكان إنسانا حسنا، أدوبا، حشما، عاقلا، سيوسا، عارفا، ساكنا، كريما، جوادا، سمحا، ذا معرفة بأنواع الفروسية، وله آثار وبرّ ومعروف ومحاسن جمّة. تنقّل في الخدم من الخاصكية إلى إمرة عشرة، ثم شادّية الشراب خاناه على طبلخاناته، ثم تقدّم، ثم صيّر دوادارا، وتزوّج بابنة الأشرف إينال، وأثرى، وكان حسن السفارة، وهو من مماليك أقباي المؤيّدي نائب الشام.
وفيه أخرج المؤيّد إلى سجن الإسكندرية هو وأخوه محمد وقراجا الطويل أنزل بهم من باب السلسلة في وقت الضحوة الكبرى، ومعهم جمع حافل من الفرسان بآلة الحرب، وقد قعد الناس لرؤيته من باب السلسلة إلى باب البحر، وأنزل به وهو راكب على فرس، وأمامه أخوه محمد على فرس آخر، وأمامهما قراجا الطويل وهو مقيّد فقط، ومعه الأوجاقي مردفا له بخنجر مسلول، وساروا بهم على تلك الهيئة شاقّين القاهرة إلى ساحل بولاق وأنزلوا في حرّاقة أعدّت لهم، وانحدروا بهم من وقتهم على الفور، ووصل به إلى الإسكندرية فسجن بها، وزالت سلطنته كأنها لم تكن.
وكانت مدّته في سلطنته على مصر من يوم بويع بها إلى يوم خلعه أربعة أشهر وأربعة أيام.
وكان سنّه يوم بويع بالسلطنة نيّفا وثلاثين سنة.
ولم نر في شعار الملك سلطانا أليق منه في يوم بيعته.