ثم وقف الأمر ولم تقرّر التقدمة باسم أحد في هذا اليوم.

ثم قام السلطان بعد انفضاض الموكب متحوّلا إلى الدهيشة وجلس بشبّاكها، ونودي بين يديه في الجند بالحوش بأنّ النفقة للبيعة تكون في يوم الثلاثاء عشرين هذا الشهر، لكلّ نفر مائة دينار، فسرّ الجند بذلك وأعلنوا بالدعاء للسلطان.

كل ذلك والأشرف إينال في قيد الحياة إلى الآن (?).

[وفاة السلطان الأشرف إينال]

[2523]- وفيه مات الأشرف إينال (?) بين الظهر والعصر، فجهّز لوقته، وأخرجت جنازته، وحضرها السلطان ولده والخليفة والأمراء، وحملت إلى تربته بالصحراء فدفن بها،

وله زيادة على الثمانين.

وكان ملكا جليلا، شهما، وجيها، شجاعا، مقداما، جلدا، عاقلا، سيوسا، دربا، محتكما، حليما، عارفا بأنواع الفروسية / 136 ب / والأنداب، له إحاطة خبرة بملوك الأقطار النائية عنه، كثير التأنّي، ساكنا في حركاته، كثير الأدب والحشمة، صادق اللهجة، سليم الفطرة، عارف (?) بجهات ممالكه، ينزل الناس منازلهم، غير مقدام على سفك الدماء، حتى قيل عنه إنه لم يسفك دما في مدّة سلطنته بغير وجه شرعيّ، وهي من نوادره، كثير الاحتمال، فصيحا بلغة الترك، ويعاب بالبخل والشحّ، وعرائه عن الفضائل العلمية وأمّيّته، مع نوادر تختصّ به.

وكان ممّن جلب في دولة الظاهر برقوق سنة تسع وتسعين وسبعمائة (?). وملكه ولده الناصر بعده، وصيّر خاصكيّا في آخر دولته، ثم تأمّر عشرة بعناية ططر قبل سلطنته، ثم طبلخاناه، والرأس نوبة الثانية، ثم ولي نيابة غزّة، ثم نيابة الرها على تقدمة بمصر، ثم استقدم إلى القاهرة على تقدمته، ثم ولي نيابة صفد، ثم أعيد مقدّما إلى القاهرة، ثم صيّر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015