وأفيض على أحمد شعار السلطنة، وتعمّم وتقلّد السيف وقيد له فرس النوبة، وركب من الدهيشة قاصدا القصر، والكلّ مشاة بين يديه، ما عدا الخليفة، فإنه أركب فاستضعف عليه المركوب، فنزل ومشى، وأذن لخشقدم أمير سلاح بحمل القبّة والطير على رأس السلطان، / 136 أ / وقد ترشح للأتابكية، وسار السلطان في موكب حافل جدّا حتى أنزل بالقصر ودخله، ورفع على سرير الملك، وقام الكل بين يديه بعد أن لقّب بالمؤيّد، وكني بأبي الفتح. وخلع على الأتابك خشقدم وعلى الخليفة. وخرج المنادي بشوارع القاهرة بسلطنته والدعاء له، وبات بالقصر (?).
وأصبح في يوم الخميس، نصفه، فأقيمت الخدمة، وقرّر خشقدم أمير سلاح في الأتابكية من غير أن يخلع عليه لتعوّق الخلعة اللائقة بها في هذا اليوم. ثم خلع عليه بها بعد ذلك، وخرج له ليكتب (?) بإقطاع السلطان الذي كان بيده (?).
وخلع على جرباش كرد بإمرة سلاح (?)،
وعلى قرقماس الجلب بإمرة مجلس (?).
وعلى قانم التاجر برأس نوبة النوب (?)،
وقرّر في تقدمة جرباش بيبرس خال العزيز، وشغرت عنه تقدمته التي كانت بيده، فتقدّم جانبك الظريف وقبّل الأرض بين يدي السلطان، وسأل التقدمة المذكورة لنفسه، فتوقّف السلطان. ووقع بين جانبك هذا وبين يونس الدوادار مفاوضة في المقال بسبب ذلك (?).