وكان إنسانا حسنا، فيه مروءة وخير وديانة وشجاعة. تنقّل في عدّة ولايات، وناب بطرابلس، ثم بحلب في دولة الناصر حسن، وصار من أمراء المشورة، ثم قبض عليه واعتقل، وبغته الأجل في الشهر الماضي.
[وفيه] عزّ وجود الخشب وغلا سعره جدّا، وتعذّر وجود الكثير من الأصناف التي يجلبها الفرنج، كالقصدير والزعفران، حتى بلغ المنّ من ذلك مايتي درهم إلى خمسماية، كل ذلك لقلّة الواصل، للفتنة التي بين الفرنج من أول هذه السنة إلى آخر ربيع الماضي.
ثم ورد الخبر بأنّ البنادقة قد انتصروا على الجنويّين وأخذوا لهم أحد (?) وثلاثين غرابا (?)، بعد قتل من بها (?).
[وفيه] قدم الشيخ الصالح، المعتقد، أحمد الزرعيّ من الشام، فبالغ صرغتمش وشيخو في إكرامه حتى عاد لبلاده (?).
[وفيه] وصل قصّاد من عند دمرداش بن جوبان صاحب أذربيجان ومعهم مكاتبة منه يخبر فيها بأنه أسلم وحسن إسلامه هو وإخوته وأقاربه، وبعث يشكو (?) في مكاتبته من أرتنا (?) صاحب الروم، ويتودّد إلى السلطان، ويسأله أن لا يدخل بينه وبين أرتنا إن حاربه، ورغب في مكاتبته أيضا إلى السلطان في أن يبعث إلى بلاده / 40 ب / من نزح عنده من التجّار، وذكر أنه سار سيرة العدل والتزمها في رعاياه، وشكى (?) من كثرة الاختلاف بينهم حتى هلك الكثير منهم. وبعث إلى التجّار بأمان، فجمع السلطان من بالقاهرة من تجّار العجم، وكانوا قد جاءوا في هذه السنة وما قبلها وكثروا بمصر والشام لسوء سيرة الولاة فيهم. فعرض السلطان عليهم أمان دمرداش، فلم يوافقوا على العود إلى بلاده (?).