العشرين، وتسرّى من الإماء زيادة على الثلاثين، وملك من المماليك نحو المائتين، وكان يعتق البعض من مماليكه فيزوّجه لبعض من سراريه وأمّهات أولاده بعد عتقهنّ بحيث صار الكثير من أولاد مماليكه إخوة لأولاده من الأمّهات.
وكاتبه عدّة من أكابر ملوك الإسلام غير سلاطين مصر مثل [ا] بن عثمان مراد بك (?)، ومثل [ا] بن قرمان الأمير إبراهيم، ومثل صاحب الحصن الكامل خليل (?)، وقد أشرنا إلى ذلك في ترجمة خليل المذكور.
وله من الآثار المسجد الذي أنشأه بطرابلس (?)، والمدفن، والدار، والمقعد المعظّم الذي أنشأه بدار سعادة بثغر الإسكندرية، وتربة بمدينة سيدنا الخليل.
وهذا ما حضرنا من ترجمته على سبيل الاختصار والاقتصار، ولو استقصينا محاسنه وأحواله وجزئيات أموره لاحتجنا إلى عدّة مجلّدات. وكان آخر شأنه أنه مات تاركا للدنيا، منجمعا عنها وعن بنيها والكثير من أهلها مع عدم الالتفات إليهم بالكلّية، ملازما لداره بطرابلس على خير كثير كما قلناه، مقبلا على شأنه من غير أن يتناول شيئا من متعلّقات السلطنة من سنة إحدى وسبعين إلى هذه السنة، وفعل الكثير من البرّ والخير، وشرى عدّة أماكن فوقفها وتصدّق بصدقات كثيرة في حال صحّته ومرضه إلى أن تمرّض بالبطن، ومات شهيدا كما ذكرناه في التاريخ الذي بيّناه. وكان كفنه مرتّبا عنده من سنين، تغمّده الله تعالى برحمته، وجمع بيننا وبينه بجنّته دار كرامته. وترك من الورّاث ستة ذكور، أنا منهم، وابنة، وثلاث زوجات، منهنّ الست فاختة (?) ابنة الشيخ شمس الدين الحنفيّ، الآتية في محلّها إن شاء الله تعالى (?).
وكان لوالد المؤلّف أخت تدعى «الست صفر ملك» تزوّجها الخواجا صارم الدين إبراهيم بن الخواجا قرمش (?).