فلما رأى من ثار من الظاهرية / 212 / ومن معهم تسلّل الجلبان، ولم يمكنهم الترك لأنهم توغّلوا فيما قصدوه والشروع ملزم قاموا به بعد أن أنقل (?) عنهم البعض منهم. وهذا بعد استعداد السلطان لهم ونزوله إلى باب السلسلة، وتناوش (?) التحتاني القتال مع الفواقي (?)، ولم تكن إلا ساعة لطيفة. وقد صدم الفواقي التحاتي (?) صدمة بدّدوا فيها شمل من حضر وهزموهم، ودخلوا دار قوصون هجما بعد أن ولّى أولئك الأدبار، وركنوا إلى الفرار من غير قرار، فأخذوا من بها من الأمراء الموكّل بهم والخليفة، وصعدوا بهم إلى السلطان، فأخذ في توبيخ الخليفة وتقريعه، وأمر بحمله إلى البحرة موكّلا به وبعض من غيرهم، وسجنهم بالبرج، واختفى منهم جماعة، وسكنت الفتنة كأنها لم تكن.
ثم استفتى السلطان في خلع الخليفة، فأفتاه العلم البلقيني بخلعه، وقام في ذلك، بل وأشيع عن الخليفة أنه خلع نفسه حين توبيخ الأشرف إينال له، وأنه عزل إينال من الملك، وما استصحينا (?) ذلك.
ولما خلع الخليفة، وحكم البلقيني ذلك نفّذه بقية القضاة.
فكانت مدّة خلافته أربع سنين ونصف تزيد يومين.
ثم وقع الاختيار على الجمال يوسف أخو (?) القائم هذا، فعقدت له الخلافة بعد خلع أخيه هذا (?).
أمير المؤمنين، أبو المظفّر، وأبو المحاسن، يوسف بن محمد بن أبي بكر بن سليمان.
لما خلع الخليفة القائم بأمر الله، كما قد عرفته، تطاول للخلافة، جماعة من بني العباس، منهم: موسى أخو يوسف هذا، فوقع الاختيار على يوسف هذا، فبعث السلطان بطلبه وحضر (?) الخميس ثالث رجب هذا، وحضروا (?) قضاة القضاة والأعيان والأمراء وأرباب الدولة، وعملت البيعة، وبايع السلطان أولا، ثم الناس يوسف هذا.
ولقّب بالمستنجد بالله، وكنّي بأبي المظفّر.