وتحيّل يونس في صعوده إلى السلطان خفية، فأخبره الخبر، فطلب السلطان جانبك المرتدّ، ومرجان مقدّم المماليك، وبعث بهما للكشف / 211 / عن هذا الخبر قضية (?)، وما الغرض من ركوبهم، فأعاد الجواب بأنّ مقصدهم يونس لا غير، وأفحشوا في جوابهم، فأعاد إليهم نوكار الزردكاش ثانيا، فعاد بجواب كالأول.

ثم عاد الثائرون إلى دار يونس لنهبها، فمنعوا منها.

وثم بعث السلطان يسترضي جلبانه، فما انتظم لهم أمر، ونزل الأمراء ما عدا يونس.

وكان هذا في سلخ جماد هذا (?).

[رجب]

[عودة الجلبان إلى الثورة]

وفي رجب بدأ السلطان بضرب الكرة، ثم لما انتهى جاءه الخبر بأنّ جلبانه أصبحوا على ما أمسوا من تحزّبهم، وهم ركبان وقوف بسوق الخيل من الرملة، وقد أضمروا السوء. هذا، والظاهرية إلى الآن لم يثوروا، ولكن في قصد ذلك، ولهم دخل وتحريض، فبعث السلطان بيونس العلائي، وسودون قرقاش، ويلباي الإينالي، وبردبك الجمقدار، ليكشفوا عن الخبر ويعودوا إليه، فلما وقع بصر الجلبان عليهم قبضوا عليهم وأخذوهم إلى دار قوصون، ولما تحقّق الظاهرية ذلك ومن في قلبه مرض وجدوا سبيلا لأغراضهم فانتهزوا الفرصة بالمبادرة قبل الفوات ليأخذوا الثأر بيد غيرهم، فانضافوا إلى جلبان السلطان، وأخذوا في تحريضهم على هذا الشأن. وبلغ السلطان ذلك فبعث إلى الخليفة بأن يتغيّب هو وأقاربه حتى يسكّن هذه الفتنة، فما تغيّب لأنه كلّم، وغرّ بأنّ الجمع قد يؤخذ ولا رأس معهم، وطمّعوه في ولاية الأمر لنفسه، فتقاعد عن التغيّب، ثم حضر إليه من أخذه من داره، وأحضروه إلى دار قوصون، فقلّل عقله بحضوره معهم ظنّا منه بأنه لا بدّ من نصرتهم، فإمّا أن يولّى الأمر، وإمّا أن يقام آخر يحصل له منه نفع، وقوّى جأش الثائرين حين رأوا الخليفة معهم، فبادروا إلى أسباب تعاطي القتال، وشهروا السلاح، ثم أعلنوا بالخروج عن طاعة الأشرف إينال، وكثر جمعهم، وانضمّ إليهم طائفة من أوباش السيفية والأشرفية البرسبائية.

وكان يشبك من مهدي ممّن ثار معهم أيضا، وهو جندي. وقبل الثوران التام رجع كلّ إلى فكره، فرأوا (?) الجلبان بأفكارهم أنّ ما راموه يرد إلى عكسهم، فتخلّوا عنه، وتسلّلوا شيئا فشيئا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015