القاهرة وفتّش، وبطل أمر سفره للقدس، وسقط في يد من سعى به.

ثم طلبه السلطان وكلّمه بالدهيشة مشافهة بطلب مال كثير سمّاه له، وطال الكلام في هذا المجلس.

ثم وكّل بزين الدين بالبحرة وقبض على جماعة من أتباعه، وامتحن هو بالعصر، فلم يقرّ بشيء من المال، بل أجاب بأنه يرضي السلطان ببيع أوقافه. وقام الجمال بن كاتب جكم، وتمراز الدوادار الثاني في تلطّف قضيّته عند السلطان، وأحضر لبين يديه وهو محمول بين أربعة، فكلّمه السلطان وألان له القول، ثم خلع عليه بإعادته إلى الأستادارية، وصرف ابن (?) الأهناسي، ووكّل بأهله لعمل حسابه، وداما بالقلعة حتى وجد الزين راحة ممّا حلّ به، فخلع عليه بالأستادارية / 199 / بعد أيام، ونزل إلى داره في موكب حافل (?).

[عودة الزين إلى الأستادارية]

وقد زيّنت له القاهرة بمناداة المنادي، وهرع الناس إليه للتهنئة والسلام عليه. ثم أصبح في ثاني يومه فخلع عليه بإضافة كشف الكشاف بالوجهين القبلي والبحري، وبأستادارية السلطان ولد السلطان إلى ما بيده (?).

[انعقاد مجلس بشأن قاضي حلب]

[2347]- وفيه عقد مجلس بين يدي السلطان بالقلعة حضره القضاة الأربع (?) والمشايخ.

وكان قد ورد الخبر على السلطان من حلب بأنّ قاضيها الحنبليّ المجد سالم حكم على إنسان بالكفر، فأجاب المحكوم عليه بالطعن في الشهود والعداوة بينه وبين القاضي، ولم يعذر. وطلب عقد مجلس بين يدي نائب حلب، فما التفت القاضي إليه، وجعل في رقبته حبلا وخنقه حتى قضى.

ثم جهّز المجد هذا محضرا فيه أشياء شنيعة.

ولما وقف السلطان على ذلك أمر بعقد هذا المجلس، وعرضت هذه الحادثة، وطال الكلام. وتأثّر السعد بن الديري حين سمع هذه الكائنة وما التفت إلى محضر سالم، وانطلقت الألسن بالوقيعة فيه، وكتب إلى حلب بسجنه حتى تتحرّر القضية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015