ولما تمّ أمر الخلع بويع الأتابك إينال بالسلطنة بيعة خاصّة، وانفضّ المجلس من غير ما تمام أمر، ونودي بالشوارع بخلع المنصور، وأنّ أمير المؤمنين وولي عهد المسلمين وله الأمر فيمن يولّيه ولا يولّي إلاّ من ينتفع به المسلمون.
وقرب وقت صلاة الجمعة، فنصب منبر لطيف بمقعد دار قوصون، وخطب به العلم البلقيني، والخليفة حاضر، والأتابك إينال. ودعى (?) البلقيني / 186 / لإينال، وصلّيت الجمعة وانفضّ المجلس، وقد أعلن الناس بسلطنة الأتابك إينال، والقلعة تشعل بآلات الحراب والحصار.
هذا، والمماليك (?) المنصور مع طائفة الظاهرية مماليك أبيه مثل قانباي الجركسي، وتمربغا، ولاجين، وعدّة أخر. وكان تنم من عبد الرزاق عنده أيضا. والقائم بالحرب قانباي، وتمربغا. وقام الأتابك إينال قياما تامّا بتدبير عساكره وترتيب الأمر والحزم والاحتياط (?).
[2319]- وبينا هم على ذلك، إذ وعك أسنبغا الطيّاري (?) رأس نوبة النوب.
ومات في ليلته شبه الفجأة، فجهّز وصلّى عليه الأتابك والأمراء ومن حضر، ودفن.
وكان إنسانا حسنا، فصيحا، شجاعا، مقداما، عاقلا، حشما، أدوبا، سيوسا، متواضعا، كثير الحياء، ساكنا، كامل المعرفة، مع كرم النفس، وسخاء مفرط، محمود السيرة.
وتنقّل في الخدم وولي عدّة وظائف، منها نيابة الإسكندرية، ثم تقدّم بمصر، ثم ولي رأس نوبة النوب، وترشّح للدوادارية الكبرى.