وفيه بعث السلطان إلى أبي الخير النحاس يأمره أن يكتب له جميع موجوده في قائمة، ويبعث بها إليه، وكذلك يعمل حسابه ويحرّر ذلك. فلا زال يحتال بكل حيلة حتى سكت السلطان عنه.
وكان هذا من بداية أحوال سعده، وذريعته إلى نكبته، فإنّ أعداءه (?) لا زالوا يبحثون حتى نكب (?).
وفيه أعيد يار علي العجمي إلى الحسبة، وصرف جانبك الوالي (?).
وفيه أفرج عن البدر بن عبيد الله من المقشّرة هو ومن معه من الشهود (?).
وفيه كائنة نكبة النحاس، والكلام عليها برمّتها يطول، وملخّصه: أن السلطان أمر نقيب الجيش بأن ينزل هو وجوهر الساقي الطواشي إلى أبي الخير فيحملاه من داره إلى مجلس القاضي الشافعي لسماع دعوى الشرف الأنصاري عليه، فإذا وصل إلى دار القاضي يعود جوهر إلى داره ويضبط جميع موجوده بداره وغيرها، فنزلا إليه وأخرجاه من داره ماشيا في قبضة نقيب الجيش، وتسامع العوامّ بذلك، فهرعوا إليه للتفرّج عليه، وأرادوا حين رؤيته الفتك به لولا جوهر وإلاّ كانوا قتلوه بعد أن بالغوا في سبّه ولعنه وإسماعه ما لا يعبّر عنه من المكروه.
ولما عاد جوهر لداره لضبط / 149 / موجوده هجم الغوغاء عليه بالمدرسة الصاحبية وتناولوه بالضرب حتى خلّصه أعوان الشافعي بحيل عديدة. ثم لما تكاثر الناس بعث الشافعي بإحضار والي الشرطة حتى ردّ الغوغاء، وأخرج النحاس إلى مجلس القاضي، وحضر الشرف الأنصاري، وادّعى عليه بدعاوى كثيرة من قبل نفسه ومن قبل السلطان أيضا بطريق الوكالة، وكثر القيل والقال. ودام هو موكّلا به في منزل الشافعيّ.
ثم أصبح السلطان يطلب موجوده، فأحضر إليه بعد أن قعد الناس لرؤيته، وكان