هذا اليوم شيئا، وأصبح في ثانيه كما هو، وركب الجلبان إلى القلعة فأحاطوا بها وقد انضمّ إليهم الغوغاء من الناس.
ثم راسل الجلبان أستاذهم في أن يسلّمهم النحّاس، وأن يعزل عنهم جوهر المقدّم، وزين الدين الأستادار، وتردّد القصّاد إلى السلطان، وقد حنق وأخذ يقول: أنا أترك السلطنة لهم، ويقيموا من يختاروا (?)، إلى غير ذلك من كلمات، حتى آل الأمر إلى شقّ جيبه من حنقه وغيظه، وقطّع ما عليه من الثياب، والأمراء والخاصكية من خواصّه يتلطّفون به، وهو مصرّ على ما هو عليه، وأخذ يقول: أنا أقاتلهم.
ثم أمر الزردكاش الكبير بإخراج آلات القتال وتحصين القلعة وأبراجها، فأجاب إلى ذلك في الحال. وبعث السلطان إلى القرانصة والجند بالصعود إلى القلعة، وقال: أنا سايب هؤلاء الكلاب، ونحو ذلك من كلمات.
وكثر الهرج والمرج بالقاهرة، وزاد القيل والقال، وماج الناس / 148 / واضطربوا.
ثم صعد الكثير من الأمراء إلى القلعة، فأمرهم السلطان بالنزول إلى دورهم.
ودام الحال على ذلك إلى باكر النهار الثالث، ثم سكن بعد أهوال (?).
وفيه وصل الخبر بعصيان نائب حماه بيغوت لقضيّة اتّفقت له، وأنه انحاز إلى عجل بن نعير (?).
وفيه ركب السلطان ونزل إلى جهة بولاق لنظر الرصيف الذي أمر بعمله، ورجع بعد أن خلع على معلّميه ومن له عادة بذلك، وعاد شاقّا القاهرة، وقد قعد الناس لرؤيته.
وجاء هذا الرصيف هائلا، وحصل به النفع (?).
وفيه قدم من دمشق شيخها ومفتيها الشمس البلاطنسي شاكيا للسلطان ما حلّ بأهل دمشق من ظلم الطبني أبا (?) الفتح والشنائع التي صدرت عنه، فبرز أمره بصرفه، ثم أبطل ذلك (?).