[2219]- وفيه مات بمكة القائد هاشم بن محمد (?) بن مقبل العصابي (?).
وفيه كائنة ركوب جلبان السلطان، وكانت فظيعة، كادت أن يكون (?) فتنة ذات شرر بل كانت، فإنهم ركبوا وقصدوا الأمراء حين نزولهم من الخدمة من القلعة، ومنهم تنم أمير مجلس فأرادوا أن يخرقوا به الكائنة اتفقت له مع مماليكه شكاهم فيها للسلطان، فأمر بإحضارهم أمس هذا اليوم. ثم اختار منهم عشرة أمر بهم إلى المقشّرة، فأنف لذلك جلبان السلطان وما هان عليهم أخر (?) من لهم، فتحزّبوا بهذا السبب، وثاروا بتنم لولا الأتابك إينال تلطّف بهم في هذا اليوم، وضمن قضية مماليك تنم حتى انطفت (?) الثائرة في هذا الوقت، وإلاّ كان الحال فسد.
ولما سكّن الأتابك القضيّة في الوقت الحاضر لدهاه (?)، وحسن تصرّفه خوفا من بهدلته تنم بحضوره، وتمّ ذلك، وولّوا روس (?) خيولهم بدا لهم أن يفعلوا شيئا ينكون به السلطان ويظهرون أنفسهم لما فهموا عن السلطان أنه إنما فعل بمماليك تنم ما فعل لأجل إرعابهم وتخويفهم بهم، فساقوا خيولهم، وطلبوا نائب القلعة.
/ 147 / واتفق أن نزل زين الدين الأستادار في ذلك الوقت فصادفوه وقد فاتهم إلى جهة القاهرة قليلا، فأغاروا خيولهم خلفه حتى أدركوه بقرب جامع المارداني، فتناولوه بالدبابيس، وكان في ضميرهم أن يفعلوا هذا بتنم، فلما رأى زين الدين الغلبة رمى نفسه من على فرسه، وأخذ في الفرار بنفسه ماشيا حتى أدركه أزبك الساقي، أتابك عصرنا الآن، ووالي الشرطة، مع جماعتهما فأنقذوا زين الدين وتوجّهوا به إلى داره.
وعاد الجلبان غارة (?) إلى جهة باب القلعة، ووقفوا في انتظار النحاس، وبلغه ذلك، فلم ينزل من القلعة، فلما آيسوا منه قصدوا داره لنهبها، فأحسّ مماليكه بذلك تعلّوا (?) على باب داره ومنعوا من يقربها، فأحرق الجلبان الباب وما عليه من المباني، ودخلوا الدار فنهبوها عن آخرها بعد أن سلبوا حريمه. وارتجّت القاهرة، وأغلقت عامّة الحوانيت خوفا من تطرّق النهب، وهال الناس ما وقع بدار النحّاس. ثم سكن الحال بقية