شيخو، والنائب بيبغاروس، وعامّة الأمراء، ومنعوا العامّة من النهب، ووقعت أشياء تطول. وأعيا (?) الناس طفي هذه النار (?). وكان الهواء شديدا، فامتدّت النار إلى الرسّامين، وتعلّقت بما تجاه ذلك من الدّور، إلى أن اتصلت بزقاق الكنيسة آخذة إلى دار الجوكندار، ولم يبق إلاّ أن تصل لدار العلاء ابن فضل الله كاتب السرّ. وعظم الخطب، ونال الناس ذلك وأعياهم طفيها. ووقعت جهات، وذهب في هذا الحريق من الأموال ما لا ينحصر. ثم تتابع الحريق / 31 ب / بعد ذلك بالقاهرة وبمصر ودام كذلك مدّة، وتعب والي القاهرة تعبا عظيما هو وأعوانه. ثم نودي بأن لا يقيم بالقاهرة غريب، لأنهم اتّهموا بأنهم يلقون النار، وأنه وجد أشياء بزفت وزيت، وغير ذلك، يدلّ على أنّ النار مفتعلة، وتلقى في الأماكن (?).
وفي ربيع الأول قبض على إنسان من الحرامية المفسدين يقال له حمام، وعلى عبد له كان يحمل سلاحه، وثلاثة نفر معهما. وكان قد كثر أذى حمام هذا، وزاد شرّه حتى تجاوز الحدّ، وعظم فساده، حتى صار يهجم الديار ويأخذ ما فيها، ويقتل من يمنعه. وأعيا (?) الولاة أمره، وترصّدوه، فما (?) قدروا عليه، حتى أوقعه الله تعالى فسمّر هو ومن أخذ معه، وشهّروا بالقاهرة، وأراح الله تعالى منه (?).
وفيه نودي باحتراس الناس على أملاكهم من الحريق، وكان قد زاد الحال فيه، وصار الناس يجدون هيئة كعكات من ورق مغيّبة بزيت وقطران، وتوجد سهام نشّاب بها نفط، ولم يعلم من الفاعل لذلك. واتّخذ الناس أوعية بدورهم ملوها (?) ماء لأمر يحلّ بهم. وكانت الناس في هذه الأيام في جزع شديد وتخوّف ما عنه مزيد.
وفي ربيع الآخر قبض على مقدّمي الدولة، وعزل جماعة من ولاة الأقاليم. وكان